اعلن رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميّل، اليوم الأحد، “أننا دخلنا في عملية فرض رئيس وهذا الأمر هو استكمال لانقلاب يقوم به حزب الله”.
واوضح الجميّل في حديث لـ”الجديد” أنّ “عملية الانقلاب مع حزب الله تستغرق سنوات ولكن بخطى ثابتة يضع يده على البلد وهو يريد فرض رئيس من خلال تعطيل الآليات الدستورية واستعمال كافة الوسائل”.
وأكّد أنّ “كل رؤساء الجمهورية انتخبوا بتقاطعات، وعندما تكون بحاجة الى 65 نائبًا يجب أن يحصل التقاطع”، مشيرًا الى أنّ “ما قمنا به بترشيح جهاد أزعور كان أمرًا طبيعيًا بمعركة رئاسية، ورهاننا أننا كمعارضة منفتحون وإيجابيون رغم أن رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض كان يمثل تطلعاتنا الرئاسية”.
وأضاف: “الفريق الآخر واجهنا بكلام نابٍ وتخوين ولم يُقدّم اسمًا آخر بل تمسك بالوزير السابق سليمان فرنجية ودعانا إلى الانتظار”، لافتًا الى أنّ “النواب أمام خيار الفراغ أو انتخاب شخص واحد، وهذا واقع ابتزازي مرفوض، يأخذنا رهينة فهكذا يتصرف الخاطف”.
وفي هذا الإطار، اعتبر أنّ “حزب الله يضعنا امام خيارات مستحيلة في الإنتخابات الرئاسية، كما في موضوع انفجار المرفأ حيث خيّرنا بين العدالة أو السلم الاهلي”.
وسأل: “في أي بلد نريد أن يعيش أبناؤنا؟ لم نعش يومًا في بلد مستقر فيه تخطيط للمستقبل فإلى متى سنبقى رهينة السلاح؟ إبتداء من السلاح الفلسطيني سنة 1969 ثم الإحتلال السوري والآن سلاح حزب الله”.
في السياق، شدد رئيس “الكتائب” على أننا “لسنا مستعدين للعيش في الترقيع من دون استقرار في بلد محكوم بسلاحين وبوجود ميليشيا مسلّحة ومتهمة بالاغتيالات وتعطّل البلد”، مشيرًا الى أننا “رهينة ونتعرض لانقلاب فإما أن نقف بوجه الانقلاب وإما نسمح لهم بالاستمرار به”.
وتوجه إلى حزب الله بالمباشر: “نحن أهل الحوار وأكثر ناس متمسكون بلبنان والشراكة، ففي اللحظة التي تقررون فيها أن تعيدوا النظر بطريقة تعاطيكم، نحن جاهزون للحوار ولايجاد الحلول التي تريح الجميع ولكن لسنا مستعدين أن نكون مواطنين درجة ثانية وسنواجه بكل الوسائل المتاحة لنمنع سيطرتكم على البلد”.
وشدد الجميّل على “أننا بمواجهة مفتوحة مع حزب الله ليوقف عملية الانقلاب التي يقوم بها والمواجهة لن تتوقف إلا عندما يتوقّف الانقلاب، فعند الحزب القدرة على وقف التشنج في البلد عبر تغيير أدائه لأننا لسنا نحن من يعطّل الانتخابات ويقتل بالسلاح”.
واستطرد: “سنواجه الانقلاب رغم الخطر علينا، وليهدّدوا قدر ما يشاؤون ولكن لن نتنازل عن حقنا بالعيش في بلد حضاري ينعم بالاستقرار”.
الى ذلك، رأى رئيس “الكتائب” أنّ “دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الحوارية مزحة، وهو يقرّر انطلاقًا من مصلحة أو تكتيك سياسي أن يأخذ قرار بالحوار أو الجلسات المتتالية بحسب توقيته”، جازمًا بأنّ “برّي لن يفتح المجلس إلا لانتخاب حليف حزب الله رئيساً”، سائلًا: “هل آتي إلى الحوار كخروف ذاهب الى الذبح؟!”
وأكد أنه “يجب تشكيل تجمعًا سياسيًا رافضًا لأن نكون مواطنين درجة ثانية وأن نحكَم بحالة انقلابية”، مبيّنًا أنّ “العمل لتشكيل الجبهة بدأ يجب أن نقف بوجه حزب الله اليوم وإلا سيذهب البلد الى مزيد من الانحدار في السنوات الست المقبلة”.
كما اعتبر أنه “طالما أن هناك ميليشيا مسلّحة فالمشكلة ستبقى قائمة، إذا أتوا برئيسهم سيكون لعبة وإذا أتينا برئيسنا سيقتلونه”.
وعن الحراك الفرنسي في لبنان، لفت الجميّل الى أنّ “الفرنسيين حاولوا حل الأزمة وهم حريصون على لبنان وليس لدي أي ردة فعل سلبية. إنهم براغماتيون وحاولوا الحل السريع منذ بداية الطريق بعدما رأوا أن الجميع باستثنائنا خضع لإرادة حزب الله في 2016”.
واشار الى أنه “في النهاية القرار عندنا وليس عند الفرنسيين الذين هم وسطاء لا يقررون عنا، والمهم ان يكون كل نائب واضحًا تجاه من انتخبه ويقف بوجه عملية الانقلاب”، داعيًا الناس إلى “الضغط على من انتخبوهم ليعطوا موقفًا واضحًا من أن يكون حليف حزب الله وصيًا على الجمهورية”.