IMLebanon

الدوحة بعد باريس على خط الرئاسة… تفويض خماسي ومرشحان

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

بخطابه الناري في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية امس ، اوصد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الباب على كل حوار مباشر او بالواسطة مع ثنائي امل – حزب الله بما فيه اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد حوار سباعي الايام تليه جلسات انتخاب مفتوحة. موقف جعجع الذي يشكل صوت الفريق المعارض، لا بدّ سينسحب على مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ويضفي عليها مزيدا من التعقيدات قد تجعل زيارته الثالثة في 11 الحالي اخيرة في مجال لعب الدور المُسهِل لانجاز الاستحقاق الرئاسي مع دخول الشغور شهره العاشر، على رغم عزم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على بلوغها الخواتيم السعيدة بحسب ما اعلن في خطابه امام الدبلوماسيين في الخارج، حينما خاطب لودريان مؤكدا وجوب السعي لأن الامل بالنجاح قائم.

هذا السيناريو إن حصل واستسلم الموفد الفرنسي فإن البديل جاهز، بحسب ما تؤكد اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” موضحة ان قطر ستحل مكان فرنسا بتفويض من دول الخماسية التي تعقد اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.وينضم الى المجتمعين المبعوث الفرنسي ليشرح حصيلة ونتائج زيارته الثالثة للبنان…هناك سيتخذ القرار، ذلك ان ثمة اصرارا متعاظما على انهاء الشغور الرئاسي اللبناني ، قد تكون الدوحة بما تملك من شبكة علاقات عنكبوتية تمتد من الغرب الى ايران قادرة على اداء الدور بشكل افضل من الفرنسي المتأرجحة مواقفه وخطواته في الملف اللبناني الى حد التناقض، وسط عدم رضى من بعض الافرقاء اللبنانيين لا سيما المعارضة ،وقد تطرق جعجع في خطابه امس الى دور فرنسا هذا من دون ان يسميها.

على اي حال تضيف الاوساط، ان لودريان سينتقل في نهاية الشهر الجاري الى السعودية لتسلم مهامه الجديدة في مؤسسة تطوير العلاقات بين البلدين لاسيما في مشروع نيوم والعلا. وحتى ذلك الموعد، تتجنب قطر اي تحرك على الساحة اللبنانية افساحا في المجال لانهاء الدبلوماسي الفرنسي مهمته اللبنانية. بعد ذلك، ستعود بقوة مدعّمة بحصيلة اتصالات تجريها بعيدا من الاضواء مع كل من واشنطن والرياض وطهران لتمرير واحد من اسمين، قائد الجيش العماد جوزف عون او النائب نعمت افرام، وهي للغاية بدأت منذ فترة مفاوضات مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للوصول الى صيغة تفاهم تؤمن له بعض المكاسب والمطالب ودورا في العهد الجديد. وانطلاقا من موقعها، ستضع قطر جملة حوافز اقتصادية عبر مشاريع اقتصادية استثمارية وانشائية تواكب انتخاب الرئيس وتكون الى جانبه في ورشة الانقاذ الاقتصادي.

دور فرنسا اذا شارف على نهايته في بيروت، بعد تبادل الرسائل بين باريس وطهران ، اذ عمد وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الى الرد على مواقف الرئيس الفرنسي في المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا عن “ان احد العناصر الاساسية للحل السياسي في لبنان يمر من خلال توضيح موضوع التدخل الايراني في لبنان بالتأكيد”، فقال عبد اللهيان”اننا لم نتدخل في اي وقت بالشأن اللبناني ونرفض اي تدخل خارجي من شأنه ان يؤثرعلى القرارات السياسية. واكد “ان لا نية لايران والسعودية بالتدخل بشؤون لبنان”.

كلام عكس بوضوح طبيعة العلاقة المأزومة بين الدولتين، وهي لاتخدم بطبيعة الحال، تقدم المسار الرئاسي في لبنان، وتبعا لذلك تتهيأ الدوحة لمهمتها الجديدة في بيروت، علّها تنجح حيث اخفقت باريس.