كتب يوسف فارس في “المركزية”:
خلف تخلي الرئيس سعد الحريري ومعه تيار المستقبل عن العمل السياسي ضياع وارباك لدى ابناء الطائفة السنية في لبنان خصوصا ان لم يكن لاحد من المرجعيات الدينية والسياسية العاملة في الشأن العام القدرة على ملء الفراغ الذي خلفه الحريري وتياره على الساحة اللبنانية. كما ان المحاولات المبذولة من المراجع الدينية والدبلوماسية لتشكيل تكتل نيابي او سياسي رافد لقوى المعارضة في مواجهتها لحزب الله او لوقف تمدد نفوذه وبسط سيطرته في المناطق والقرى السنية في الشمال والبقاع الغربي لم تجد طريقها الى النجاح بعد. هذا الغياب لوحظ جليا في البيان الصادر اخيرا باسم القوى المعارضة ونوابها ال 31 الرافض للحوار مع حزب الله ما طرح اكثر من تساؤل وعلامة استفهام حول الدور السني المستقبلي في التركيبة اللبنانية سواء على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية او ما يعمل عليه التيار الوطني الحر مع حزب الله بالنسبة الى اللامركزية الادارية والمالية والتقسيمات الواجبة جغرافيا وعلى الارض او ما يتعلق بالصندوق السيادي وغيره من الطروحات المتداولة لسد ثغرات الطائف والتي تستوجب بحثا بين سائر المكونات اللبنانية وموافقتها .
النائب بلال الحشيمي اذ يعترف عبر “المركزية” بوجود تخبط سني في لبنان ،هو يرد ذلك الى سببين رئيسيين: الاول قلة خبرة مستشاري الرئيس سعد الحريري الذي انسحب من الحياة السياسية ووافقه في ذلك العديد من قادة تيار المستقبل والفاعليات البيروتية من دون الاخذ بالاعتبار تداعيات هذه الخطوة على ابناء الطائفة الذين اصابهم ما اصاب سابقا الاخوة في الطائفة المارونية نتيجة مقاطعتهم للانتخابات النيابية .
اما السبب الثاني فهو ناجم عن التقسيمات في الدوائر الانتخابية الاخيرة الذي ابقى على العديد من الدوائر ملحقا بدوائر الغلبة فيها للصوت الشيعي سواء في الجنوب الاقصى او في البقاع الغربي فكانت النتيجة مجيء 10نواب يدورون في فلك حزب الله وهو ما استدركته القيادات المسيحية (القوات والتيار) ولم تسمح بحدوثه عند تقسيم ودمج الدوائر في القانون الغريب العجيب الذي فصل الدوائر على مقاسات اصحابه.
يتابع: اما وقد وصلنا الى ما نحن عليه وفي ظل عدم نجاح دار الفتوى في ايجاد تكتل من نواب الطائفة يجمع الاكثرية من اجل توحيد القرار فقد استطعنا مع نواب الاعتدال وجماعة الشمال ككل اضافة الى النائب عبد الرحمن البزري واخرين التكوكب في لقاء يضم حتى الان قرابة 17 نائبا على ما تظهر اخيرا في رفض الصندوق السيادي الذي كان على جدول اعمال الجلسة التشريعية التي لم تنعقد . الاتصالات قائمة بيننا لانشاء نوع من تجمع او لقاء يعمل على استقطاب اخرين ويجد صيغة تكون لها الكلمة الفصل في الاستحقاقات الوطنية كأن نتبنى مثلا طرح قائد الجيش للانتخابات الرئاسية ولتكن لنا الكلمة في ما يحاول التيار الوطني الحر وحزب الله حياكته وفي كل ما يعود لاتفاق الطائف .