زار رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل مطرانية سيدة النجاة في زحلة، يرافقه الوزير السابق ايلي ماروني ورئيس اقليم زحلة الكتائبي داني فياض، وكان في استقبالهم الى رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، النائب ميشال ضاهر، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، المدير العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، عضو اللجنة الإقتصادية في الأبرشية الدكتور عبدالله فيكاني وعدد من كهنة الأبرشية.
وأشار بيان للمطرانية الى أنه “تخلل اللقاء عرض للأوضاع في لبنان وزحلة على كل المستويات، وبحث في اوضاع اللبنانيين المنتشرين في دول العالم والدور الكبير الذي لعبوه في صمود اهلهم ووطنهم لغاية اليوم”.
وقال المطران ابراهيم: “ها هي مطرانية سيدة النجاة تفتح قلبها وذراعيها لاستقبالكم مرة جديدة ولتعبر لكم عن مدى شوقها اليكم، وزحلة اليوم تفرح باستقبال قامة وطنية كبيرة قدمت على مذبح الوطن شهداء غوالي، لكي يبقى هذا الوطن مصانا ومحفوظا”.
وأضاف: “تزورنا اليوم فخامة الرئيس والأحوال قد تغيرت، والتحديات ازدادت في وجه اللبنانيين، لكننا من هنا نعلن اننا لن نستسلم ولن نيأس لأننا ابناء الرجاء والقيامة، ولأننا نؤمن بأن الوطن لا يقوم الا بهمة المخلصين من ابنائه.”
وتابع: “نستقبلكم في جمهورية زحلة، نعم جمهورية زحلة التي صمدت بوجه التحديات وكانت عنوانا للبطولة والعنفوان، زحلة اول جمهورية في الشرق منذ عام 1720، وما زالت حتى اليوم في نظر ابنائها جمهورية تتميز عن باقي مناطق لبنان، في الكهرباء والمياه والنظافة والأمن، والأهم بأنها تتميز بتضامن وتكاتف ابنائها وقت الشدة”.
وأردف: “فخامة الرئيس انت ضيف محبب على قلوبنا، لأنك ابن بيت سياسي عريق خدم لبنان بإخلاص، وقدم الغالي والرخيص في سبيل بقائه”.
وختم: “نحن كلنا ثقة أن بعد كل موت، تزهر حديقة جديدة. ففي أحلك الأوقات، هناك دائما أمل في بدايات ونمو جديد. هذا الإيمان يشجعنا على تبني الرجاء والبحث عن فرص للنهوض من جديد بوطن ما يزال يعشق السلام ويملك طاقة إبهار العالم وإدهاشه. نشبك الأيادي معا ونجدد الوعد ببذل كل الجهود للقيام بوطن يليق بالإنسان وبمجد لبنان”.
بدوره، قال الرئيس الجميل: “ذكرني كلام سيادة المطران ابراهيم بما قلناه منذ سنوات عديدة “اعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم”، وما زلنا لغاية اليوم على هذا الأمل وهذا الرجاء لأن الشعب اللبناني لديه طاقات مهمة جدا، هو بحاجة فقط الى القليل من الإستقرار، وليدعونا نتدبر امورنا الوطنية والسياسية، وانا اكيد ان اللبناني ينجح فيها. فهو ادهش العالم على مراحل واعطى الكون قامات هامة جدا مثال جبران خليل جبران وغيره”.
واضاف: “نحن كلبنانيين لدينا دائما ميزة خاصة، فنحن كطائر الفينيق الذي انطلق من هنا، كلما اعتقد البعض انه انتهى يعود وينهض ويحلّق من جديد، هذا هو الشعب اللبناني، مررنا بظروف صعبة مما دفع بالشباب الى التغرب عن وطنهم وهذه خسارة كبيرة للبنان، لا ننسى انه في البرازيل اليوم يعيش اكثر من 8 مليون لبناني، اضافة الى اميركا وافريقيا واوروبا واستراليا وغيرها من البلدان. وبالرغم من حجم المغتربين الكبير ما زال الشعب اللبناني موجودا، صامدا، مقاوما، وبالرغم من الظروف الصعبة ما زال يبدع ولدينا مثال بيننا على ازدهار الإقتصاد والإنتاج اللبناني، عنيت به النائب الصديق ميشال ضاهر”.
وتابع: “نحن لا نخاف الصعوبات ولا المعاناة رغم الخراب والدمار، رغم الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية ومن كل النواحي ما زلنا صامدين ونناضل، سنستمر ولن نيأس، نحن شعب الإيمان، شعب الرجاء. ونحن عندما نزور هذا الصرح الكريم نأخذ قوة من جديد، هذا الصرح الصامد منذ عام 1724، مر من هنا الأتراك والفرنسيون وكل الجحافل وما زال هذا المركز الديني مشعا املا وتفاؤلا”.
وقال: “مهما كانت الظروف صعبة نحن نتمسك بلبناننا وبرسالتنا. لبنان وطن الرسالة كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني، لبنان لديه دور انساني، دور طليعي لا تخافوا عليه”.
واشار إلى أن “عندما نزور هذه المطرانية نأتي في زيارة حج، ولا نستطيع ان نأتي الى البقاع من دون زيارة هذه الأبرشية المباركة، ونأخذ من سيادة المطران الإلهام والقوة، ونزيد ايماننا ونأخذ منه الإندفاع لكي نستمر في رسالتنا ونضالنا ومقاومتنا. نحن الآن في معرض المقاومة من اجل ان يبقى لبنان”.
وتابع: “أشكركم جميعا، واللقاء معكم يشجعنا دائماً لمزيد من العطاء، مزيد من الإندفاع ومزيد من المقاومة، ونعهادكم ونعاهد كل اللبنانيين اننا لن نكلّ ولن نتعب، كم من شهيد قدّم اللبنانيون، كتبوا تاريخ لبنان بأحرف من دم، والتاريخ الذي يكتب بأحرف من دم لا يمحى، ويتحول الى رسالة للأجيال الطالعة لكي يستمروا بالتمسك بلبنان الذي لا يضاهيه اي بلد في العالم”.
وأردف: “نحن فخورون بهذا المعطى ومتمسكون به بالرغم من الظروف الصعبة على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي والإنساني، فالشعب اللبناني متضامن مع بعضه البعض ولولا هذا التضامن والمحبة لما كان الشعب صمد في وجه هذه المأساة الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية التي يعيشها لبنان”.
وختم: “أشكر سيادة المطران ابراهيم على ضيافته، ونعاهده ان يبقى هذا الصرح، كما تعودنا عليه، في قلبنا وضميرنا، نسير بوحي ارشاداته لكي نستمر بهذه الرسالة لكي يبقى لبنان وطن الإنسان، وطن الحرية ووطن الإيمان”.