كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
اكثر من سؤال يحوط بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية التي اطلقها منذ اسبوع تقريبا في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، يحتاج الى أجوبة وتوضيح. فالاقتراح الذي طرحه، ضبابي الى حد كبير، ما دفع بقوى كثيرة الى اعتباره مفخخا وغير بريء.
السؤال الاول، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هو مَن سيدير الحوار المفترض؟ بري قال انه سيحصل في مجلس النواب لـ7 ايام، لكن مَن سيكون “المايسترو” ويضبط ايقاعه؟ هل هو بري نفسه؟ للتذكير، هو اعلن منذ اسابيع انه لم يعد اهلا لقيادة الحوار لانه بات طرفا منذ ان اعلن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فهل تخلى عن فرنجية اليوم؟ اذا فعل، فليعلن ذلك جهارا.
السؤال الثاني، بري قال ابان اطلاقه مبادرته ما يلي، حرفيا: تعالوا إلى حوار في شهر أيلول لمدة أقصاها سبعة أيام، والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية الى أن يقضي الله امرا كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية.
من هنا، تسأل المصادر: هل يلعب بري على الكلام ويُغري القوى المعارضة بطرحه “الجلسات المفتوحة” على اعتبار ان هذا هو ما تطلبه منذ اشهر؟ إن كان الامر كذلك، فاننا نوضح ان ما تريده المعارضة هو جلسة انتخابية بدورات متتالية لا تنتهي الا بانتخاب رئيس، وليس “جلسات مفتوحة ومتتالية”.
بشكل اوضح: في الدورة الاولى، السكور المطلوب للانتخاب هو 86 صوتا. اما في الدورة الثانية وما بعد، فيصبح 65 صوتا اي النصف زائدا واحدا، فقط. فهل ينوي بري تكرار لعبة اقفال الجلسة بعد الدورة الاولى كي يُبقي على الرقم 86 ؟ لا بد لعين التينة، مِن ازالة اللبس الذي يشوب هذه النقطة في مبادرتها. ذلك ان مضي الرئيس بري قدما في ما يفعله منذ 12 جلسة، يعني ان الانتخاب لن يحصل الا متى تأمّن لاي مرشح 86 صوتا. ونشير في السياق، الى ان اداء بري على هذا الصعيد مخالفٌ للدستور، اذ لا يجوز رفع الجلسة واقفالها كل مرة، بعد الدورة الاولى.
ايضا، تتابع المصادر، هل حوار بري هو بديل من الحوار الذي ينوي اجراءه الموفدُ الفرنسي جان ايف لودريان العائد الى بيروت في 11 ايلول الجاري مبدئيا؟ وهل المطلوب نسفُ المبادرة الفرنسية نهائيا في ظل التوتر الذي يصيب العلاقات الفرنسية – الايرانية بعد ان اتهم الرئيس ايمانويل ماكرون، طهران، بتعطيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟ وهل في هذه الدعوة رسالة الى “الخماسي الدولي”؟ وبعد، هل يمكن ان يكون هدف بري تطويق حوار التيار الوطني الحر وحزب الله ونسفه؟ نسأل ايضا: ما هي بنود هذا الحوار وحول ماذا سيدور النقاش المفترض؟!
نطرح هذه الاسئلة، لننبّه مَن “غرّتهم” كلمة الحوار، سيما ان مَن يرفعون لواءه لم يلتزموا يوما بما تعهدوا به على طاولات الحوار! اما موقفنا، فهو التقيد بالدستور والذهاب فورا الى البرلمان لانتخاب رئيس من دون لا حوارات ولا غيرها، تختم المصادر.