كتب حسن الدر في “اللواء”:
استطاع الرئيس نبيه بري فرض واقع رئاسي جديد بعد المبادرة المُحكمة الّتي أطلقها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصّدر.
فمن وحي فكر الامام المغيّب ونهجه الحواري، وعلى الطّريقة الفاتيكانية لاختيار البابا، وربّما عن قصد، كرسالة اطمئنان للمسيحيين، راعى بري طرفي الخصام السّياسي آخذًا بالاعتبار هواجس الفريقين.
الحوار من وجهة نظر بري وحلفائه ضرورة لتثبيت عناوين الحكم في العهد الجديد وعندها يصبح الإسم تفصيلًا، وترى المعارضة بأنّ الانتخاب يجب أن يكون طبيعيًا في المجلس ليمارس النواب دورهم في الاختيار لا أن يكونوا مجرّد مقترعين لاسم متّفق عليه مسبقًا، كما فعلوا هم أنفسهم عام 2016.
وهكذا اقترح برّي فنجاح الحوار ليس شرطًا لفتح أبواب المجلس أمام جلسات متتالية، وهذا تمامًا ما تطالب به المعارضة علنًا، إلّا إذا كان وراء الأكمة حنين إلى مشاريع أكل عليها الزّمن والظّروف، وطموح بأنّ ظروف المنطقة تسمح بإعادة إنعاش تلك المغامرات القاتلة.
وفي هذا الإطار أبدى برّي أسفه من المواقف الّتي أطلقها رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة الأحد الماضي، وعند سؤاله عن رأيه قال: «أكتفي بكلمة واحدة: آسف» لهذه المواقف»..
وبعد أسبوع على طرح المبادرة، يبدو رئيس المجلس مرتاحًا جدًّا، حسب زوّاره، فقد أدّى قسطه إلى الوطن وقام بكلّ ما يمكن لتسهيل انتخاب الرّئيس، إلّا إذا استمرّ المعطّلون على مواقفهم.
وينقل زوّار عين التّينة عن الرئيس نبيه برّي استغرابه من التّأويلات والتّحليلات الّتي تلت طرح المبادرة الرّئاسيّة، فالكلام واضح ومفهوم: «بعد الحوار جلسات متتالية ومفتوحة ونهنّئ اللّبنانيين بانتخاب الرئيس في شهر أيلول الحالي، وإذا ما بدن يصطفلوا».
وعن مواقف بعض النواب الذين يتذرعون بعدم حصولهم على دعوة مكتوبة يقول بري: «حكينا عربي وكلامنا مفهوم وفيهن يرجعوا للخطاب» ولم يشأ بري، الحكم على النوايا للحديث عن مصير الحوار: «ناطر تبلور مواقف القوى السّياسيّة، ونفَسي طويل».
في سياق آخر نفى برّي كلّيًّا ما يحاول التيار الوطني الحر ترويجه فلا هو قدّم وعدًا بانتخاب باسيل بعد ست سنوات، ولا وافق على اللامركزيّة المالية، يقول: «غير صحيح أبدًا، قلت وأكرّر موقفي، أنا مع ما ينصّ عليه الطّائف والدّستور».