Site icon IMLebanon

ماذا يحصل عند النوم في الضوء؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

بعد ساعات من العمل والتعب والتوتر، من الطبيعي أن يفضّل الإنسان الاستلقاء على الأريكة أو الفراش أثناء مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب أو أي نشاط آخر. لكن أحياناً تصعب مقاومة النعاس، فتكون النتيجة النوم من دون إطفاء الضوء. فهل لذلك أي انعكاسات سلبية على الصحّة؟

من الناحية المثالية، يجب إطفاء الأضواء قبل الخلود إلى الفراش. يُعتبر النوم في غرفة مظلمة أفضل بشكلٍ عام للنوم والصحّة.

عرضت عالمة النفس واختصاصية طب النوم شيلبي هاريس، من مدينة نيويورك، أبرز الآثار السلبية للنوم في الضوء:

– جعل النوم أكثر صعوبة: إنّ الضوء هو إشارة قويّة للدماغ تُنذره بأنّ الوقت قد حان للاستيقاظ. إنّه يمنع إفراز هورمون الميلاتونين الذي يضخّه الدماغ عندما يحلّ الظلام، والذي يساعد في النوم وينظّم دورة النوم والاستيقاظ. بالإضافة إلى ذلك، إنّ الضوء يحفّز العقل، الأمر الذي يُصعّب الاسترخاء قبل النوم. وجدت دراسة نُشرت عام 2010 في «The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism» أنّ إنتاج الميلاتونين كان أقلّ وإفرازه أبطأ عند الأشخاص الذين تعرّضوا لضوء الغرفة خلال الساعات الـ8 التي سبقت النوم، مقارنةً بالذين تعرّضوا للضوء الخافت.

– عرقلة دورة النوم: يمكن أن يؤدي ضوء الغرفة إلى تعطيل مراحل النوم المختلفة، والتي تُعتبر كلّها مهمّة للاستيقاظ براحة جيّدة والحصول على ما يحتاجه الجسم من النوم. كذلك يمكن للأضواء المضاءة زيادة عدد مرّات الاستيقاظ لأنّها تؤثر في نشاط الدماغ حتّى أثناء النوم. توصّل بحث صدر عام 2019 في «Chronobiology International» إلى أنّ حتى مستويات الضوء المنخفضة أثناء إغلاق العينين تؤثر في إيقاع ساعة الجسم البيولوجية.

– خفض جوة النوم ومدّته: اقترحت دراسة نُشرت عام 2016 في «Sleep» أنّ النوم في الضوء مرتبط بانخفاض مدّته. ووفق العلماء، إنّ السبب وراء ذلك يرجع تحديداً إلى قمع الميلاتونين.

– الشعور بتعكير المزاج في اليوم التالي: عند عدم الحصول على قسطٍ كافٍ وجيّد من النوم، من غير المرجّح الشعور بالانتعاش والطاقة عقب الاستيقاظ صباحاً. إنّ النوم من دون إطفاء الضوء يسبّب التعب والتشوّش في اليوم التالي، كما أنّه ينعكس سلباً على التركيز والمزاج والصحّة العامة.

– التأثير في الإصابة بالأمراض المُزمنة: إستناداً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، رُبطت قلّة النوم بزيادة خطر الإصابة بالسكّري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والبدانة، والكآبة. وبما أنّ الضوء يُعرقل جودة النوم ومدّته، يعني إذاً أنّه يعزّز احتمال التعرّض لهذه المشكلات الصحّية المُزمنة.

لكن من جهة أخرى، ورغم كل هذه الآثار السلبية، أوضحت هاريس أنّ «الأشخاص يحتاجون أحياناً إلى الأضواء لأسباب مختلفة مثل الشعور بالراحة إذا كان الظلام يسبّب لهم القلق، أو الخوف من السقوط عند الحاجة لدخول الحمّام… إنّ فهم سبب القيام بذلك سيُساعد في تحديد البدائل الأخرى لمحاولة الانتقال إلى بيئة ليلية مظلمة أكثر. يتعلّق الأمر بإيجاد توازن بين الحصول على ما يكفي من الضوء للسلامة، والحفاظ على بيئة غرفة تسمح بالنوم جيداً».

ونصحت بـ«استخدام ضوء ليل خافت، أو وضع الأضواء التي تعمل بالحركة، أو ترك المصباح قرب السرير لاستعماله عند الحاجة إلى دخول الحمّام ليلاً، أو تشغيل مصباح الهاتف الخلوي».