Site icon IMLebanon

فشل الحوار يُرجّح حظوظ قائد الجيش

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:

رغم إصرار الثنائي الوطني على تمسّكه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية كخيار رئاسي وحيد، إلّا ان المعلومات التي تسرّبت في اليومين الأخيرين لمّحت الى ارتفاع حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون في حال فشل الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتزامن مع عدم توافق حزب الله والتيار الوطني الحر على سلة المطالب التي طرحها رئيس التيار جبران باسيل.

وهذا التحليل يتوافق مع كلام مصادر في الثنائي التي لمّحت لأول مرة عن إمكانية الذهاب الى خيار عون لسببين:

الأول: يتعلق بعدم تقدّم المفاوضات بين الحزب والتيار بالشكل المتوقع، فالطرفان ما زالا في الصفحة الأولى من التفاهم المرجو لإيصال فرنجية الى بعبدا مقابل تحقيق مطالب باسيل لجهة اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني، والملاحظ هنا بحسب المعلومات ان الرئيس بري وقوى سياسية في المجلس النيابي تعارض إعطاء باسيل «كارت بلانش» سياسي بالشكل الذي يطلبه فيما تبدي استعدادها للتفاهم معه ضمن صيغة تراعي هواجس جميع القوى.

فيما السبب الآخر هو استمرار وجود معارضة خارجية صارمة لانتخاب فرنجية رغم إشادة معظم دول اللقاء الخماسي زائد بكركي بالحوار الذي دعا إليه بري، وكما هو معلوم فان هذا الحوار مطلوب منه إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب فرنجية وليس أي رئيس آخر.

وبطبيعة الحال فان هذه الأجواء تدفع الى التساؤل حول ماهية اللقاء الذي جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والعماد عون… مصادر مطّلعة وقيادية في الثنائي وضعت اللقاء في إطار التواصل الدوري بين الحزب والقائد دون أن تنفي تناول الطرفين الملف الرئاسي… ولكن هل يعني هذا اللقاء مع الكلام المسرّب تمهيد الحزب الطريق لوصول القائد الى بعبدا دون تنازله عن تأييد فرنجية؟

أجابت المصادر حرفيا: «حزب الله ما زال يتمسّك حتى اللحظة بخيار فرنجية، وطالما انه لا يبحث عن خيارات رئاسية أخرى، فلا يمكن إعطاء الزيارة أكبر من حجمها ولا يمكن وضعها خارج إطار التواصل والتنسيق الأمني والسياسي بين الحزب وقيادة الجيش»..

وكشفت المصادر عن وجود حراك خارجي فوق العادة للتسريع بانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن دون وجود أي معطيات أو تطورات تدفع للقول ان الرئيس في أيلول مثلا.. المسألة معقّدة أكثر من ذلك وعلينا انتظار حوار بري وإمكانية التوافق حوله وإتمام الجلسات المتتالية دون انسحاب الأطراف المعنية منها، وفي هذا إشارة واضحة الى عدم توصل التيار الحر وحزب الله الى توافقات تسمح بالقول ان التيار سيؤمّن النصاب لإتمام الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس.

وفي هذا السياق قالت المصادر بكل وضوح انه لا يمكن الآن الحديث عن تفاهمات دولية لإتمام الاستحقاق الرئاسي، معتبرة ان هذه التفاهمات ستتم بالتوازي مع بدء الحوار والجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس، وإذا أردنا ترجمة هذا الكلام فهذا يعني ان بري سيفتح بالحوار بابا للخارج وتحديدا لدول اللقاء الخماسي لإبرام التسوية الدولية المطلوبة…

ولكن ثمة سؤالين أساسيين هنا ربطا بكل ما تقدّم:

السؤال الأول: هل يعني عدم التفاهم الداخلي والدولي على فرنجية خلال الحوار المنشود فتح الباب أمام خيار قائد الجيش، على قاعدة ان الثنائي لم يتخلَّ عن فرنجية ولكن لا تقاطعات دولية تسمح بانتخابه حاليا؟

السؤال الثاني: هل تفعيل قنوات التواصل بين حزب الله وقائد الجيش على المستوى الأمني والسياسي هو تمهيد للوصول الى تفاهم حوله إذا سقط الحوار المنشود؟