IMLebanon

صمت الحكومة يُثبّت حقيقتَين!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في الإعلام و”مدجّجا” بالوثائق والخرائط، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن قيام إيران بإنشاء مطار في جنوب لبنان لإتاحة شن هجمات على إسرائيل. وعرض غالانت – خلال “مؤتمر السياسات المناهضة للإرهاب” المنعقد في جامعة رايخمان في هرتسليا- صورا جوية لما قال إنه مطار بنته إيران بهدف تحقيق “أهداف إرهابية” ضد إسرائيل. ولم يذكر غالانت مزيدا من التفاصيل، لكنه أضاف أن الموقع قد يتسع لطائرات متوسطة الحجم. ويقع المكان الذي ذكره غالانت بالقرب من قرية بركة جبور ومدينة جزين اللبنانيتين، وهما على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي بلدة “المطلة” على الحدود.

ونقلت “رويترز” عن مصدر غير إسرائيلي على علم بالموقع قوله إنّه يمكن أن يتسع المطار لطائرات مسيرة كبيرة بعضها مسلح، تشبه ما تنتجه إيران. وأضاف المصدر أن الطائرات المسيرة التي قد تنطلق من هذا الموقع يمكن استخدامها في الأنشطة العملياتية الداخلية والخارجية، لكنه ذكر أن طبيعة مدرج الطيران واتجاهه يشيران إلى أنه سيُستخدم داخليا على الأرجح. وأشار المصدر إلى أن حزب الله يضخ استثمارات كبيرة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة.

هذه المعلومات الخطيرة، قوبلت حتى الساعة، بصمت رسمي مطبق. فأي مسؤول لبناني لم يعلّق لا على ما أعلنه الوزير العبري ولا على ما أبرزَه من وثائق. صحيح أنّ البروباغندا الاسرائيلية ضد لبنان – الدولة عموما وضد حزب الله خصوصا، تقوم في احيان كثيرة على نشر معطيات غير دقيقة بهدف وضعهما في دائرة الاتهام، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وبهدف تأليب الرأي العام العالمي ضدهما، غير ان ذلك لا يعني ان على الحكومة اللبنانية ان تسكت عما قيل وان تستقيل من دورها نهائيا.

فوفق المصادر، صورة لبنان باتت أصلًا مشوّهة في عيون المجتمع الدولي، ودولتُه، في نظر العواصم الكبرى، باتت فاقِدة السيادة والسيطرة على اراضيها، وخاضِعة لدويلة حزب الله الذي يتحكّم بها وبقراراتها، كما انها غائبة ولا سلطة لها في مناطق نفوذ الحزب، وفي الجنوب في شكل خاص. ولهذا السبب، خاضت هذه العواصم معركة شرسة في مجلس الامن الدولي منذ اسابيع قليلة فقط، لتعزيز صلاحيات القوات الدولية العاملة جنوبي الليطاني.

عليه، تأتي اليوم المعلومات الاسرائيلية والتي تتحدث عن الجنوب اللبناني تحديدا، لتُعيده الى الواجهة، وتُضفي سوادًا إضافيًا على الصورة التي يكوّنها عنه العالم، كساحة سائبة في خدمة الحزب وايران.

فهل ستتصرف الحكومة وتُصدر موقفًا ما او تنظّم جولات ميدانية مثلًا، لتُثبت زيف مزاعم غالانت وتمنع تلطيخ سمعة لبنان – الدولة، أم ستؤكد بصمتها أنّ ما نُشر دقيقٌ وستكرّس حقيقة أنّ لبنان بات مخطوفًا مِن “حزب الله” وايران؟