تقرير جورج – أنطونيو شمعون:
تعتبر رياضة الـ”Powerlifting” واحدة من أقدم الرياضات وأكثرها تحديًا في عالم اللياقة البدنية، فهي تشمل ثلاثة تمارين أساسية: السكوات (Squats)والمضمار (Bench Press) والرفع .(Deadlift) إلّا أنّ هذه الرياضة “القديمة” بدأت تشق طريقها حديثًا في المجتمع اللبناني لتصبح إحدى أكثر الرياضات رواجًا في الآونة الأخيرة، خاصةً بين فئة الشباب.
وفي إنجاز لا يقلّ أهمية عن الإنجازات السابقة على الساحة الرياضة المحلية، حقق لبنان عبر الشابة جويا خيرالله والشاب إتيان الشاعر ميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم لرفع الأثقال 2023 IPF (فئة الناشئين)، التي أقيمت في الفترة الممتدة بين 24 آب إلى 3 أيلول في رومانيا.
وحسم الشاعر (24 عامًا) المنافسة في فئة الناشئين وزن الـ120 كغ، بعد تحطيمه رقمين قياسيين عالميين. الرقم القياسي الأول يتعلق بالـ”Deadlift” (378.5 كغ) مقارنة بالرقم القياسي السابق (363.5 كغ). أمّا الرقم القياسي الثاني فمرتبط بإجمالي نتائج التمارين الثلاثة (926 كغ) التي توزعت على الشكل الآتي: السكوات (330 كغ) والمضمار (217.5 كغ)، يضاف اليها نتيجة الـ”Deadlift”.
ولفت ابن الـ24 عامًا في حديث لموقع “IMLebanon” الى أنّه بدأ في ممارسة رياضة الـ”Powerlifting” خلال عام 2021 تحت إشراف المدرب صعب ماريو وسبق أن شارك في البطولة العربية وبطولة آسيا محققًا ميداليات ذهبية، كاشفًا أنّ “التحضيرات الفعلية لبطولة العالم تراوحت ما بين 8 و9 أشهر”.
وفي هذا الإطار، وصف الشاعر التحضيرات بـ”الصعبة” سواء من الناحية المادية أو المعنوية، موضحًا أنّ “فكرة التخلي عن المشاركة راودتني مرات عدة لكنّ دعم المدرب والأصدقاء دفعني الى الاستمرار حتى النهاية”.
وعن تفاصيل المشاركة في بطولة العالم للـ”Powerlifting” (IPF)، اشار الى أنّ “المشاركة تأتي بعد مراسلة الاتحاد الدولي للعبة بواسطة الاتحاد المحلي الذي يطرح لائحة أسماء بالمشاركين، وبعد اجتياز معايير معيّنة يحددها الاتحاد الدولي تؤهل صاحبها للمنافسة في بطولة العالم”.
وعن الدعم المادي لتأمين مشاركة لائقة على الساحة العالمية، بيّن الشاعر أنّ الاتحاد المحلي ساهم فقط في إنجاز الأوراق اللازمة لطلب التأشيرة الى البلد المستضيف (رومانيا). أمّا من الناحية المالية كان كلّ شيء على عاتقه لناحية تأمين الـsponsors وسائر الأمور اللوجتسية الضرورية مثل حجز الفندق وتذكرة الطيران.
الى ذلك، أعلن بطل العالم (فئة النائشين 120 كغ) أنّ لديه بعض العتب على مسؤولي الرياضة اللبنانية لعدم قيامهم بالإضاءة على النتيجة المميزة للرياضيين اللبنانيين الذين شاركوا في بطولة العالم.
وفي السياق ذاته، أكد أنه فخور بتمثيل لبنان على الساحة العالمية، مشيرًا الى “أننا لا نطلب دعما ماليًا، ولكن بالوقت نفسه لا يجوز الغياب الكلي عن الترويج للإنجازات التي حققناها، لقد حطّمنا أرقامًا قياسية، وهو أمر نادر الحدوث على صعيد الرياضة اللبنانية”.
كما استطرد الشاعر: “أنهيت بطولة العالم كأفضل رافع في كافة فئات الناشئين وفي التصنيف رقم 14 عالميًا، ولكن للأسف لم أحصل على التقدير الكافي”.
وعن خططه المستقبلية، كشف بطل العالم أنّ “هدفي على المدى القصير هو المشاركة في فئة الوزن المفتوح (open category) في السنوات الثلاث المقبلة، وصولًا الى مرحلة المشاركة في فئة الـ”Strong men”، أمّا هدفي على المدى الطويل هو تحطيم الرقم القياسي العالمي في الـ”Deadlift” البالغ 501 كغ وأنا متحمس للوصول الى هذه اللحظة”.
خيبة أمل الشاعر من الغياب التامّ للمسؤولين الرياضيين تعبّر بشكل صارخ عن واقع الرياضة في بلد ما يزال أبناؤه يجاهدون لرفع اسمه على المسارح العالمية، فيما على المقلب الآخر يحاول مسؤوليه التهرب من مسؤولياتهم لناحية دعم الرياضيين أقله معنويًا والتنويه على إنجازاتهم.
إزاء هذا التقصير الفاضح، هل يشهد لبنان في المرحلة المقبلة هجرة رياضييه الى دول غربية تقدر عطاءاتهم وتمنحهم التسهيلات اللازمة للمنافسة على أعلى المستويات؟