كتب محمد علوش في “المدن”:
في تموز الماضي قامت سيدة عراقية بقتل زوجها ورميه بكيس للنفايات، بمساعدة أحد الأشخاص، يُعتقد أنه كان على علاقة غرامية معها. ويبدو أن هذه الحادثة تكررت في لبنان منذ أيام، حين قامت سيدة من بلدة البساتين- قضاء عاليه بقتل زوجها فادي . ع ورميه في أحد الأحراج، بمساعدة شخص سوري الجنسية، تنطلق التحقيقات من فرضية كونها على علاقة غرامية به.
دائماً ما تكون جرائم قتل الأزواج صادمة، وإن كان الرجل في أحيان كثيرة هو الجاني، إلا أن ذلك لا يعني ترفّع النساء عن القتل، خصوصاً بحال كانت العملية عن سابق تصور وتصميم وتخطيط وتنسيق.
حسب المعلومات، فإن الجانية لينا، التي اعترفت بجريمتها، وإن لم تكن هي من وجّه المعنيين إلى مكان دفن الجثة، حسب بعض المعلومات، خططت لجريمتها بدقة عالية، بدءاً من استدراج الزوج إلى وجبة الغداء، وصولاً إلى طريقة إخفاء الجثة.
بدأت القصة في شهر تموز الماضي، يوم ساءت علاقة فادي بزوجته لأسباب تتعلق بخيانتها له، يقول محامي الضحية يامن نكد، مشيراً عبر “المدن” إلى أن الزوج اكتشف خيانة زوجته في منزلهما، فاتصل به وأبلغه بالواقعة وطلب منه إجراء معاملات الطلاق بعد إبلاغ الزوجة بتداعيات فعلتها.
يومها نصح المحامي فادي بترك المنزل، وهو ما حصل، حيث توجه فادي إلى منزل شقيقته في بعورته. وخلال الأيام التي لحقت هذه الواقعة كان الزوج خارج منزله. ولم تنجح محاولات إصلاح العلاقة. وكانت الأمور تتجه إلى الطلاق النهائي.
يبدو أن الزوجة التي أبدت موافقتها على الطلاق من دون “شوشرة”، حسب مصادر متابعة للقضية، كان لديها مخطط كامل للتنفيذ. وتكشف المصادر أن المرة الأخيرة التي شُوهد فيها الضحية كانت يوم 20 آب، عندما كان في منزل أحد أفراد عائلته، وتوجه منه إلى الغداء الذي أعدته له زوجته وطلبت منه الحضور لتناوله.
حسب المصادر، لم يحصل أي تواصل بين فادي وعائلته بعد ذلك التاريخ. ولأنهم كانوا على علم بمكان تواجده، تواصلوا مع الزوجة للسؤال عن فادي، فأبلغتهم بأنه ترك المنزل، ثم بعد فترة أبلغتهم بتلقيها اتصالاً من مجهول بواسطة هاتف فادي، مبلغة العائلة بأنها تظن أن الرجل تعرض للخطف، لتُبعد الشبهة عن نفسها وعن تورطها بغيابه، مع العلم أنه -حسب المحامي نكد- كان هاتف الزوج بحوزتها في هذا الوقت، وكانت تتصل بهاتفها من خلاله.
أبلغ المحامي المعنيين بالتحقيقات في فرع المعلومات بالحادثة التي حصلت، فاستدعيت الزوجة في 7 أو 8 أيلول وبدأت تتوالى الاعترافات، حتى وصلوا إلى مكان الجثة في 10 أيلول، حيث تُشير بعض المعلومات إلى أنها وُجدت بناء على شهادة بعض المواطنين الذين شموا رائحة غريبة منبعثة من مكان وجودها.
وفي تفاصيل الجريمة، التي ترويها المصادر من دون تأكيدها من المحامي، فإن فادي لم يُسمم، بمعنى أنه لم يُقتل بالسمّ، بل دُس له المنوم في الطعام، وقُتل بعدها. وتُشير المصادر إلى أن الزوجة ومعها شريكها في الجريمة الذي لم يتم توقيفه بعد، هو الشخص نفسه الذي كانت تخون زوجها معه، سحبا الجثة من المنزل إلى أحد الأحراج في تلة “تلات تمانات” حيث رُميت في حفرة بعد أن سُكب الأسيد (أو مادة حارقة أخرى) فوقها لتحليلها وإخفاء معالمها.
وكانت عائلة الضحية قد أكدت في بيان صدر في 16 أيلول “عطفاً على نفي ماهر نصر الدين علاقته بجريمة قتل صهره المرحوم فادي العالية ومطالبته بإنزال العقوبة بحق القاتلين ومن ضمنهم أخته لينا، في حال ثبت ضلوعها في الجريمة حسب قوله.. فإننا نستنكر كلامه وشكه بضلوع شقيقته في جريمة العصر التي يئن لها الحجر، مع العلم أن اخته اعترفت وهي بكامل وعيها وشرحت شرحاً وافياً كيف قامت بعملها الإجرامي الشنيع بدءًا بتسميمه ونقله بمساعدة اثنين من الجالية السورية إلى عاليه حيث قاموا بتشويه جثته، وخلع أسنانه، وتقطيع جسده، وتحطيم جمجمته ثم حرقه بدم بارد.
ويضيف بيان العائلة: “إن هذه الجريمة لم تشهدها طائفتنا الكريمة منذ عصر الدعوة ولا يستوعبها عقل بشري، ونحن إذ نسلم أمرنا للقضاء المختص واثقين بعدالته ونزاهته، ننصح عائلة المدعوة لينا نصر الدين بالصمت طالما انها اعترفت وعدم السعي لتبرئتها، فالضمير أضمن وأهم من الروابط الأخوية، وبه تواجهون ربكم ذات يوم”.