كشف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار أنه “حتى الآن، لم يتخذ أي قرار حازم وواضح لمعالجة ملف النازحين السوريين”، لافتًا الى أنّ “هناك تراخ في تطبيق القرارات التي تتخذ ويتم التخلي عنها تباعاً”.
ولفت حجار، أثناء مشاركته في جلسة للجنة الإدارة والعدل النيابية، الى أنّه “حصل بعض التقدم بعد الجلسة السابقة التي انعقدت في أيار 2023 والتوصية التي صدرت عن اللجنة، إنما لم يكن هذا التقدم بالمستوى المطلوب، والذي أوصت به اللجنة”.
وأضاف: “تم تشكيل لجنة للتواصل مع الحكومة السورية، إنما رفض وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ترؤس الوفد، ثم عاد وكلف بمتابعة الملف منفردا. من ناحية أخرى، تم تنظيم مؤتمر بروكسل، وكانت للحكومة اللبنانية مواقف عدة، لا سيما تجاه طرح دول الاتحاد الأوروبي. وأخيرا، تمت الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء ولم تعقد، إنما تم اتخاذ بعض القرارات، خصوصا بعد تقريري الجيش والأمن العام اللذين لفتا إلى خطورة الوضع”.
وأردف: “على المستوى الشخصي، أنا اعتبر نفسي معارضا لسياسة الحكومة في هذا المجال، فالوزراء ليسوا جميعا على توافق على كيفية معالجة هذا الملف”.
كما اشار الى أنه “على مستوى وزارة الشؤون، يتم الآن التدقيق بالجمعيات وبعدالة المساعدات التي تقدم من قبلها”، معلنًا أنه “تم إيقاف بعض المشاريع التي تهدف إلى عملية الدمج”.
بدورها، اوضحت اللجنة في بيان أنّ “النواب تناوبوا على الكلام، وذهبت الآراء في غالبيتها إلى الاستنتاج أن الحكومة غير متماسكة، بل منقسمة في هذا الملف. ولهذا الأمر، تداعيات سلبية”، معتبرةً أنّ “الخلاف على الصلاحيات وعدم التواصل مع الحكومة السورية لن يؤديا إلى حل ملف النزوح”.
واضافت أنّ “القوى الأمنية تشكو من التراخي الحاصل على مستوى القضاء لجهة معاقبة مهربي النازحين عبر الحدود”.
من ناحية أخرى، قالت اللجنة: “لفت رأي إلى أن الملف أكبر من قدرة الدولة اللبنانية، وهو يتجاوز قدرة القوى الأمنية والوزارات. كما يتجاوز الدولة السورية. ورغم ذلك، ليس لنا إلا الركون إلى القوى الأمنية والوزارات المختصة للتخفيف من الأزمة”.
ورأت أنه “في ظل هذا الوضع، لا قيمة للبنان، فنحن شبه دولة ولا ننتظر أي تقدم قبل انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة اطلاق عمل المؤسسات. ولا حل في حال غياب هيبة الدولة التي تسمح لها بمواجهة المجتمع الدولي بما يمكن من معالجة الملف”.
كما شدد النواب، بحسب البيان، على “ضرورة وجود خلية أزمة تضم ممثلين عن لبنان وسوريا ووكالة الغوث والاتحاد الاوروبي”، لافتين أنّه “منذ عام 2011 لم يتم التقدم في معالجة هذا الملف، مما يدعو إلى التشاؤم، فالانقسام السياسي في البلد حول هذا الملف أدى إلى ما أدى اليه، ولا حل إلا بموقف وطني جامع بعيدا من الحسابات الفئوية. نحن بحاجة الى موقف وطني جامع تجاه المجتمع الدولي ومؤسساته وكيفية التعاطي مع الحكومة السورية”.
وتابعت: “بيان الحكومة الأخير ما هو إلا نسخة عن قراراتها السابقة التي لم تود إلى أي نتيجة، حتى أنه لم يصدر موقف وطني عام تجاه موقف الاتحاد الاوروبي في مؤتمر بروكسل، وإن صدرت بعض المواقف الجزئية”.
وأشار رئيس اللجنة جورج عدوان إلى أن “الجميع يطالب بموقف وطني موحد”، لافتا إلى أنه “مع هذا الأمر بالمطلق من دون أي تحفظ. كما انه مع مواجهة المجتمع الدولي. عدم المواجهة سمح لهذا المجتمع بالتعاطي مع لبنان بهذا الشكل”.
كما أكد عدوان “ضرورة وضع كل الإمكانات مع الحكومة لتوحد موقفها، وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية واعادة تفعيل عمل المؤسسات كي نتمكن من العمل والمواجهة”، مستطردًا: “علينا أن نحزم أمرنا وتبليغ الحكومة بضرورة حزم أمرها أيضاً وتقوم بما هو مطلوب منها، مع العلم أن المخرج السليم هو بانتخاب رئيس للجمهورية”.
وختم البيان: “نظرا إلى ضيق الوقت، لم تتمكن اللجنة من متابعة درس بقية جدول أعمالها، فرفعت الجلسة على أن تتابع عملها في الجلسة المقبلة”.