علمت «الجمهورية»، انّ الاميركي والفرنسي والسعودي تخلّوا عن فكرة السير بمرشح بارز كخيار ثالث، في المرحلة الراهنة، فيما «الثنائي الشيعي» ما زال متمسكاً بدعمه لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، مع استمرار التفاوض البطيء بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
واعتبر المصدر، أنّ «كل كلام غير ذلك يدخل في إطار التحليل غير المستند الى معلومات دقيقة».
وفي السياق، اجتمعت اللجنة الخماسية الدولية صباح امس في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد صُدمت الأوساط السياسية والديبلوماسية بما توفّر من معلومات قليلة عن الاجتماع الذي عُقد على مستوى كبار الموظفين، والتي كانت قد تمنّت عقده على مستوى وزراء الخارجية.
وقالت معلومات الوفد اللبناني في نيويورك، التي تبلّغتها «الجمهورية»، انّ الصدمة الأولى تمثلت بأنّ الاجتماع لم يدم أكثر من 35 دقيقة، والثانية تأتت من مستوى التمثيل، بحيث تمثلت الولايات المتحدة الاميركية بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وتمثلت مصر بسفيرها في الامم المتحدة وكذلك المملكة العربية السعودية بنائب سفيرها، كما تمثلت فرنسا بمديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة السابقة في لبنان آن غريو، فيما تمثلت قطر بوزير الدولة للشؤون الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي. ولم يتأكّد حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في الاجتماع.
وفي المعلومات المحدودة التي جمعها الوفد اللبناني، انّ المجتمعين استمعوا الى تقرير قدّمته الديبلوماسية الفرنسية، لما آلت إليه جهود موفد الرئيس الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، وتمّ التوافق على استكمال المساعي من ضمن هامش الحركة الذي حدّده اللقاء الثاني الذي عُقد على مستوى الوزراء في الدوحة في 17 تموز الماضي، بعدما طلبت ليف من غريو تحديد مهلة محددة لتحرّك لودريان فلا تبقى المهلة مفتوحة.
وما زاد من نسبة القلق على مصير ومهّمة الخماسية، انّها أعادت التأكيد على مسؤولية اللبنانيين في ادارة الاستحقاق الدستوري وفق الاصول الدستورية التي تقود الى انتخاب الرئيس، من دون ان ينتهي الاجتماع الى أي بيان ختامي نهائي، علماً انّ باريس كانت قد أعدّت مشروعا للبيان لكنه لم يصدر.
وفي معلومات «الجمهورية»، انّ مشروع البيان الذي جرى تعميمه على المجتمعين، أُرسل الى عواصم الاطراف الخمسة للمناقشة، على ان يُحدّد الموقف النهائي بشأن موعد صدوره من عدمه في الساعات المقبلة، ربطاً بردّات الفعل المحتملة التي طلبها المشاركون في الاجتماع من كبار المسؤولين في هذه البلدان.
وفي بيروت، قال مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، انّ «الخماسية تمخضت ولم تلد شيئاً، وبقي الضوء الذي تنتظره طاولة الحوار أصفر بانتظار عودة الموفد الفرنسي». وبحسب المصدر فإنّ مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار لا تزال تنبض فيها الحياة، ويتمّ التحضير لها سياسياً ولوجستياً، بانتظار ان تعلن قوى اساسية موقفها بشكل رسمي من المشاركة، وسيُتخذ القرار بالتنسيق والتقاطع مع اللجنة الخماسية.
واعتبر المصدر، انّه «لا يزال هناك متسع من الوقت». متأملاً ان «تعاود الاطراف الرافضة للحوار حساباتها، وتتيقن انّه اذا كانت تريد الخلاص فلا مفرّ من الحوار، وإلاّ ذاهبون الى اشتداد الانسداد الذي سينعكس مزيداً من التفكّك والتحلل للدولة ومؤسساتها».
ورأى المصدر انّ «صورة الحراك الإقليمي والدولي لم تتضح بعد. وما علينا سوى الانتظار».الخماسية تمخضت ولم تلد شيئاً.. “صدمة” من الاجتماع