كتب يوسف فارس في “المركزية”:
ليس في الافق المنظور ما يشير الى امكانية وقف الانهيار المتمادي في لبنان، بل على العكس فالاراء والمواقف المحلية كما الخارجية تلتقي على ان الامور في البلاد متجهة سياسيا واقتصاديا وحتى امنيا الى التفاقم والتأزم. وان اكثر ما يثير الشكوك والمخاوف عدم الرهان على اختراق مأمول للأزمة الرئاسية في الموعد المبدئي الذي ضربه الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان لحوار بين الافرقاء اللبنانيين في جولته الرابعة نهاية ايلول المقبل، كون القوى السياسية قاطبة لا تظهر ادنى المؤشرات على توقع نجاح الخطوة المقبلة. في حين ان هذه القوى استسلمت عمليا وواقعيا للانتظار كأنها لا تملك اي خيار او خطة من شأنها لبننة الحل او انها ترغب في تمديد الانتظار الى امد غير محدد. وتبعا لهذا المناخ فان ما زاد عليه من سلبيات في الايام الاخيرة يكفي ايضا لزيادة التوجس في صدد اي فرصة واقعية لانهاء ازمة الفراغ الرئاسي بعدما ارتفعت تداعيات حادثتي الكحالة او عين ابل المتفاقمة بين حزب الله من جهة والقوى السيادية من جهة اخرى الى ذروة مثيرة للقلق الكبير، وان كان هناك مواقف واتجاهات ثابتة لم تتبدل بالحفاظ على السلم الاهلي واحتواء الاحداث التي تتضخم الى حد التهديد باثارة مناخات طائفية حادة، فان ما جرى اخيرا كشف حالة احتقان مخيفة لا يمكن تجاهلها من دون البحث الجدي في كيفية تنفيسها. علما ان ليس سوى العودة الى المسار الدستوري بدءا بانهاء ازمة الشغور الرئاسي ما يساهم بسرعة في امتصاص الاحتقانات واطلاق مسار اعادة تصحيح الاوضاع المهترئة في البلاد.
عضو تكتل لبنان القوي النائب اسعد درغام يؤكد لـ”المركزية” ان لا شيء يشي بانفراج قريب على مستوى الملف الرئاسي، فلا فرنسا استطاعت الى اليوم فتح ثغرة في جداره المقفل ولا حتى الحراك القطري المواكب اصلا للفرنسي منذ البداية حقق تقدما على هذا الصعيد. كان الامل الوحيد المتاح هو قدرة اللجنة الخماسية، ولكن حتى ان بيانا لم يصدر عنها بالامس.
وعن مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقول: يشوبها الحذر. من جهة هو يدعو للحوار وعقد جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس العتيد، ومن جهة ثانية يؤكد التمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الامر الذي يدفع المعارضة الى التريث في التجاوب مع ما يطرح. ساعة يقال لنا جلسات مفتوحة واخرى دورات مفتوحة. الامور في الايام المقبلة ستتضح اكثر فاكثر خصوصا لجهة ما يحكى عن التكامل بين طرحي بري ولودريان الذي قال بالذهاب الى الخيار الثالث رئاسيا في حين ان بري نفسه يؤكد التمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. هنا بيت القصيد. كل هذه التناقضات ستتظهر بحيث يمكن تبيان الخيط الابيض من الاسود ليبنى على الشيء مقتضاه.
وحول حوار التيار وحزب الله يؤكد ان جلسة جديدة ستعقد نهاية الاسبوع بين الجانبين قد يتظهر منها شيء ولكن مسار هذا النقاش بحاجة لوقت طويل خصوصا في بندي اللامركزية المالية وتوزيعات الصندوق الائتماني.