كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
لا غِنى عن الترطيب الجيّد لتحقيق أعلى مستوى من الأداء والحفاظ على الحيوية. غير أنّ شرب كمية جيّدة من المياه ليس الإجراء الوحيد لبلوغ هذا الأمر، إنما المطلوب أيضاً التركيز على أطعمة معيّنة يمكن لمحتواها العالي بالمياه أن يجعلها مصدراً ممتازاً للترطيب.
يلعب الترطيب الجيّد دوراً حاسماً في نقل العناصر الغذائية والأوكسيجين إلى الخلايا، وتنظيم درجة حرارة الجسم، والحفاظ على مرونة الجلد، وتسهيل قدرة الكلى على التخلّص من البقايا بكفاءة، وتعزيز الطاقة، وزيادة التركيز، وحماية المناعة. وإلى جانب المياه، يمكن لمشروبات معيّنة مثل الشاي والعصير، وبعض المأكولات كالورقيات الخضراء، والبطيخ، واللبن دعم المستويات العالية من الترطيب.
أوضحت اختصاصية التغذية ناتالي غيلت، من الولايات المتحدة، أنّ “الطعام المرطِّب هو الذي يحتوي على كمية كبيرة من المياه تبلغ عادةً أكثر من 70 في المئة من وزنه. كما أنّه يكون غالباً مليئاً بالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة الأساسية، فيُعزّز الترطيب ويُغذّي الجسم في آن. فضلاً عن أنّ المأكولات والمشروبات المرطِّبة لا تحتوي على جرعة عالية من المياه فحسب، إنما أيضاً الالكتروليت التي تساعد الجسم في التمسّك بالمياه”.
وأكّدت غيلت أنّ “الأطعمة المرطِّبة تساهم في زيادة الترطيب العام، لكنّ الاعتماد عليها كمصدر أساسي من غير المرجّح أن يُلبّي الاحتياجات اليومية. تؤمّن المصادر الغذائية نحو 20 في المئة من الاحتياجات للمياه، في حين أنّ الكمية المتبقية تُغطّيها المشروبات. باختصار، أنتم بحاجة إلى المياه وليس فقط المأكولات المرطِّبة. فرغم أنّ هذه الأخيرة تقدّم فوائد قيّمة، إلّا أنّ الاعتماد عليها فقط لتلبية كل احتياجاتكم من الترطيب قد يكون أمراً صعباً. في حين أنّ الجمع بين الأطعمة والمشروبات المرطِّبة سيُبقي الجسم رطباً ونشِطاً”.
وسلّطت غيلت الضوء على لائحة المأكولات التالية التي تحسّن مستوى الترطيب في الجسم بشكلٍ ملحوظ:
– الشوربة: وتحديداً تلك المصنوعة من المرقة، وتخلو من الكريما، والمكوّنات المصنّعة، والكثير من الخبز المحمّص، والجبنة المُذابة. يُنصح بالتركيز تحديداً على شوربة الفاصولياء السوداء، أو البازلاء، أو الكوسا لغناها بالألياف والمواد الكيماوية النباتية.
– الغازباتشو: إنّه عبارة عن حساء بارد مصنوع من الخضار النيئة الممزوجة في الخلّاط، يشتهر تناوله في إسبانيا والبرتغال خصوصاً خلال الطقس الحار لأنّه مُنعش. يُستحسن التركيز على الغازباتشو المصنوع من البندورة لغناه بالخضار المليئة بالمياه مثل البندورة والفلفل الحلو.
– السبانخ: قد يكون هذا النوع من الورقيات الخضراء آخر ما تفكّرون فيه لزيادة معدل الترطيب في أجسامكم، لكنه في الواقع يحتوي على نحو 91 في المئة من المياه. فضلاً عن أنّه يؤمّن جرعة عالية من الحديد، والفولات، والفيتامين K، كما أنّ محتواه العالي بالألياف يدعم صحّة الهضم ويتحكّم في مستويات سكّر الدم.
– الفريز: يحتوي على نسبة مياه مُماثلة للسبانخ تصل إلى نحو 91 في المئة. كما يتميّز الفريز بغناه بالفيتامين C الداعم لصحّة البشرة والجهاز المناعي، ومضادات الأكسدة التي رُبطت بخفض خطر الإصابة بأمراض كثيرة.
– الكوسا: إنّه خضار مُرطِّب يحتوي على نحو 95 في المئة من المياه. كما أنّه مصدر جيّد للفيتامينين A وC، وبعض المعادن كالبوتاسيوم والماغنيزيوم.
– اللبن: يستطيع اللبن تعزيز الترطيب لاحتوائه على نسبة مياه تصل إلى 80 في المئة اعتماداً على نوعه. من دون نسيان محتواه العالي بالبروتينات، والإلكتروليت كالبوتاسيوم والكالسيوم، والبروبيوتك.