تقرير ماريا خيامي:
يستعد العالم، العربي خصوصا، لإكسبو 2023 الدوحة الذي يمتد من 2 تشرين الأول حتى 28 آذار 2024، وتتركز مهامه في تشجيع الناس وإلهامهم واطلاعهم على الحلول المبتكرة والحد من التصحر، تحت شعار “صحراء خضراء بيئة أفضل”.
وخلال فترة المعرض الذي سيمتد نحو 179 يوماً، يُتوقع زيارة 3 ملايين شخص الى ارض المعرض على مساحة مليون و700 ألف متر، الذي يُعتبر اول اكسبو للبستنة في مناخ صحراوي، كما انه من المتوقع مشاركة 80 دولة. وسيكون لبنان في قلب الحدث، إذ وقّع وزير الاقتصاد أمين سلام مذكرة تفاهم مع اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة بشأن المشاركة والبدء في العمل.
ووجه اكسبو 2023 الدوحة – قطر، تحية للبنان، في مقطع فيديو نشره على حسابه في منصة “اكس”، يظهر مواقع سياحية ومناطق زراعية في لبنان. وتضمّن الفيديو مشاهد من طبيعة لبنان وسهوله وجباله والكساء الاخضر فوق اراضيه، كما تضمن صوراً لمواقع سياحية وزراعية من كافة الاراضي اللبنانية.
فماذا يعني حضور لبنان في هذا المعرض؟ وما الخطوات المتّبعة لضمان نجاح المشاركة اللبنانية؟ وهل من تقسيم للأدوار بين الوزارات؟ وكيف سيستفيد لبنان؟
يوضح مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد أبو حيدر أن هذه فرصة لبنان لكي يخرج المنتج اللبناني الى السوق الخليجي والعربي، قائلا: “يتيح هذا المعرض للبنان عرض منتجاته الزراعية والصناعة الغذائية، والتسويق والإعلان لسياحته على مدار 6 أشهرٍ أمام كل أنحاء العالم.”
كما شدد، في حديث لموقع IMLebanon، على أهمية رفع اسم لبنان ومنتجاته في الخارج رغم كل الازمات، إذ يعطي وجود لبنان في اكسبو الدوحة صورة واعدة عن الاقتصاد اللبناني، خصوصا وأن لبنان لديه قدرة تنافسية عالية.
كما كشف عن عقد اجتماعات في الآونة الأخيرة لاختيار المنتجات التي ستكون في القسم اللبناني “ليبقى المطبخ اللبناني علامة فارقة في الجودة والنوعية.”
وأضاف: “يُشكل المعرض فرصة للشباب اللبناني للقاء مُستثمرين من مختلف دول العالم ومُعاينة التطوّر التكنولوجي الكبير في مُختلف المجالات، كما يمثل فرصة هامة للبنان والاقتصاد اللبناني من خلال فتح فرص للتعريف عن صادراتنا وزراعتنا وصناعتنا الغذائية، من خلال عرض منتجاتنا أمام القطريين وأمام حوالي 80 دولة، ما يفتح أفق ومجالات عدة أمام اللبنانيين”.
هل من تقسيم للأدوار بين الوزارات؟ يقول مدير عام “الاقتصاد” إن وزارة الزراعة تهتم بالتفاصيل الأساسية كون المعرض يدور حول القطاع الزراعي وكل ما يتعلق بالمزروعات والشتول وغيرها، وتوجّه بالشكر إلى “دولة قطر لرعايتها ودعمها لبنان في الإكسبو على كل الصعد” كما أثنى على التعاون المشترك مع مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود.
وأوضح أن وزارة الاقتصاد والتجارة تهتم بالإشراف على العمل، كما تقوم بعقد مؤتمرات اقتصادية بمشاركة الشركات الناشئة، إضافة إلى عقد مؤتمرات في قطر، كما سيتم الاجتماع مع الدول المشاركة في اكسبو للتطرق لكل جديد اقتصادياً وتجارياً، وستُنظّم الوزارة لقاءات بين المُستوردين والمُصدّرين.
أما وزارة السياحة فدورها ترويجي حيث ستقوم بالترويج لمشاركة لبنان بإكسبو، كما ستتابع الموضوع مع الادارات والمؤسسات العامّة المعنيّة، إضافة إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين مشاركة فاعلة عبر تحضير الرزمات السياحية لتأمين أوسع مشاركة في هذا النطاق، وستقوم وزارة الإعلام بتغطية الحدث.
وفي السياق، رأى ابو حيدر أن “هذه فرصتنا لنظهر في قطر صورة لبنان الحقيقية من خلال منتجاته الزراعية وصناعاته الغذائية المتطورة، إذ يمكننا من خلال “إكسبو الدوحة” أن نثبت أن قطاعنا الخاص لا يزال مثابرًا ونشطًا وصامدًا”، لافتا إلى أن القطاع الخاص هو عصب الاقتصاد اللبناني.
وفي الختام شدّد مدير عام “الاقتصاد” على أن “واجبنا كوزارة خلق أسواق جديدة للبنانيّين، فكل منتج لبناني يُصدّر إلى الخارج يُساهم في تثبيت مزارع وصناعي في أرضه، وهذا هو الأهم”.
يتطلّع اللبنانيون لشهر تشرين، على أمل أن تحسّن مشاركتهم بالمعرض الاقتصاد وتشغّل اليد العاملة، لمساندة لبنان في صموده بوجه العواصف الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تلفّه، علّها تفتح الأبواب للمزارعين والصناعيين والتجار اللبنانيين!