جاء في “نداء الوطن”:
لم يسبق للسفارة الأميركية في لبنان أن تعرضت لإطلاق نار مباشر منذ استقرت في بلدة عوكر شمال بيروت عام 1984. هكذا تعرض مدخل السفارة لعيارات نارية ليل أول من أمس. وقال مصدر أمني لـ»وكالة فرانس برس» إنّ «التحقيقات الأولية تفيد بأنّ الجاني راقب المكان مسبقاً واختار التوقيت المناسب لإطلاق 15 رصاصة في اتجاه السفارة، طال عدد منها بوابتها الحديد واستقر بعضها في الجدران الخرسانية المحيطة بها». وأضاف أن «الجاني ترك خلفه حقيبة فيها خزانا رصاص لبندقية كلاشنيكوف».
وفي معلومات «نداء الوطن»، أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت عدداً من الأشخاص. أما مطلق النار فاستطاع التخفي عن كاميرات المراقبة التي لم تلتقط وجهه رغم أنه سار على قدميه كي ينفذ الهجوم. ومن بين الموقوفين سوريون مشتبه فيهم، وكذلك لبنانيون على أساس أنهم شهود.
وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية، جايك نلسون إنّ إطلاق النار «لم يؤدِ الى سقوط جرحى»، وإنّ السفارة على «تواصل وثيق» مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وبدأ القضاء العسكري اللبناني تحقيقاً في الحادثة. وقال مسؤول قضائي إنه يتم التعامل مع الحادثة «على أساس أنها جريمة خطيرة طالت سفارة دولة كبرى على الأراضي اللبنانية، وعرّضت أمن موظفيها للخطر».
وتشهد المنطقة المحيطة بمجمّع السفارة الأميركية إجراءات أمنية مشددة يتولاها بشكل أساسي الجيش اللبناني. وتشيّد واشنطن حالياً مجمعاً ضخماً في المنطقة ذاتها لنقل السفارة إليه.
وأتى إطلاق النار تزامناً مع الذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير بسيارة مفخخة استهدف مبنى تابعاً للسفارة في عوكر عام 1984، أدى الى مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات، واتهمت واشنطن «حزب الله» بالمسؤولية عنه.
وانتقلت السفارة الى عوكر قبل 39 عاماً، بعد تعرض مبناها السابق في منطقة عين المريسة في غرب بيروت لتفجير انتحاري ضخم بشاحنة مفخخة في 18 نيسان 1983 أدى الى مقتل 63 شخصاً. وتبنّت الهجوم منظمة تطلق على نفسها اسم «الجهاد الإسلامي»، أكدت واشنطن أنها مرتبطة بـ»حزب الله».
على المستوى الرسمي، دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحادث، وقال إنه «من غير المسموح لأيّ كان العودة الى أنماط قديمة في توجيه الرسائل السياسية التي عانى اللبنانيون الكثير بسببها».