كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
لا يزال السجال حول الحوار يملأ الساحة المحلية بدفع من حزب الله. وفي ظل غياب اي حركة على الضفة الرئاسية، في انتظار تبلور صورة وشكل المسعى القطري المفترض، لا يزال حزب الله يكرر معزوفة ان مَن لم يقبلوا دعواته الحوارية ولم يلبوا نداءاته الى “التوافق”، يتحملون مسؤولية الشغور، حتى انه يذهب أبعد متوعّدا خصومه بأنهم سيندمون على رفضهم مجاراته، حيث قال امس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “للأسف بعض الذين يرفضون الحوار، يتوهمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب شراكتهم معنا، وعلى حساب رأينا، يريدوننا أن نحضر الى جلسة مجلس النواب فقط، لنؤمن لهم النصاب الإنتخابي من أجل أن ينتخبوا رئيسا لهم، يراعي مصالحهم ولو على حساب مصالح الآخرين، هذا المنطق لا يستقيم في بناء دولة، ولا في حفظ إستقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار، سيتوسلونه في يوم من الأيام ..”
لكن بغض النظر عن نبرة رعد وعن إسقاطه ما يقوم به الحزب، على الفريق الآخر – بما ان الاخير قدم التنازلات الفعلية وأبدى استعدادا للتوافق فعليا وتراجع عن مرشحيه فعليا ولا يمانع اسماء وسطية ليست من صلب بيته السياسي، خلافا للحزب الذي يطرح فقط الحوار شعارا ولا يريد التوافق إلا على مرشحه هو – بغضّ النظر عن كل ذلك، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، ان هذه الضجة يعرف الحزب انها بلا أفق وان “عملة” الحوار فقدت قيمتها وانتهى زمنها مع انتهاء المبادرة الفرنسية. ففي المرحلة الجديدة، التي سيتولى قيادتَها الوسيطُ القطري، لا مكان لطروحات تضييع الوقت كطرح الحوار مثلا، خاصة اذا كان ليبصم المعارضون، على اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الامر الذي لن يرضوا به.
وتدريجيا، تتابع المصادر، هذه الاصوات ستخفت كلما قوي الدخول القطري على الخط الرئاسي. فالاخير، اذا دعا الى حوار، فسيكون لتثبيت التسوية التي يكون تمكّن من إنضاجها مع القوى السياسية اللبنانية برعاية دولية، وعنوانُها “لا غالب ولا مغلوب” وانتخاب رئيس سيادي اصلاحي لا يستفز احدا، كما ان هذا الحوار قد يتم ارجاؤه الى ما بعد الانتخابات الرئاسية على ان يقوده الرئيس المنتخب.
والاكيد، تختم المصادر، هو ان زمن استقواء الثنائي الشيعي، على اللبنانيين، بغطاء من فرنسا التي دعمت مرشّحه وافكاره “الحوارية” الخارجة عن الدستور، ليستخدمه ليفرض مشاريعه على القوى الاخرى، انتهى، ولو أصرّ حزب الله وحركة امل على ان “فرنجية مرشحنا ونقطة عالسطر”.