كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إنّ آخر ما قد يتمنّاه الشخص قبل توجّهه إلى مكان عمله، هو الاستيقاظ صباحاً مع تورّم في محيط عينيه أو وجنتيه! وصحيحٌ أنّ ذلك ينعكس سلباً على المظهر الخارجي وربما أيضاً الثقة بالنفس، لكن لحُسن الحظّ، إنّ غالبية حالات الانتفاخ صباحاً تعود إلى سلوكيات نمط الحياة التي يسهل علاجها.
قبل التطرّق إلى الأسباب الأكثر شيوعاً لانتفاخ الوجه عقب الاستيقاظ من النوم، يجب التحذير من أنّ استمراره، خصوصاً إذا كانت مصحوباً بأعراضٍ أخرى، يجب أن يدفع إلى استشارة الطبيب، لأنّه قد يُشير إلى وجود مشكلة صحّية جدّية تستدعي العلاج، مثل قصور الغدّة الدرقية، وردّ الفعل التحسّسي الشديد.
أمّا بالنسبة إلى العوامل الأخرى سهلة العلاج التي قد تُحفّز انتفاخ الوجه صباحاً، ففي ما يلي أبرز ما كشفته اختصاصية الطب الباطني د. دونا كازي، من تكساس:
– تناول الملح أو السكّر قبل ليلة: يمكن للجرعات العالية من الصوديوم (البيتزا، والبطاطا…) أو السكّر (الحلويات) المستهلكة قبل ليلة، أن تؤدي إلى احتباس السوائل، ما يجعل الوجه منتفخاً في الصباح. قد يكون التورّم كبيراً خصوصاً حول العينين، بالإضافة إلى المعدة، واليدين، والقدمين. يمكن محاربة احتباس السوائل الناتج من تناول الأطعمة المالحة والسكّرية من خلال شرب الكثير من المياه. يشجّع هذا السلوك الجسم على التخلّص من السوائل الإضافية التي يحتبسها عن طريق البول، الأمر الذي يقلّل من الانتفاخ.
– الإفراط في شرب الكحول: من المعلوم أنّ هذه المشروبات تُدرّ البول، فتطرد المزيد من السوائل. لكن يمكن أن يكون هناك تأثير ارتدادي لاحتباس السوائل، إذا أصبح الجسم منزعجاً بعد عطلة نهاية أسبوع مليئة بالكحول والجفاف. نتيجة ذلك، سيعمل بجهدٍ للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السوائل، ما يسبّب الانتفاخ. إنّ شرب كمية جيّدة من المياه يساعد الجسم في التحرّر من السوائل المفرطة التي يحتبسها.
– المبالغة في النوم: يمكن لكثرة النوم أن تؤدي إلى تراكم السوائل في الوجه بدلاً من سحبها نحو القدمين. كما أنّها تدفع إلى التمسّك بمياه إضافية نتيجة عدم التبوّل. إنّ تورّم الوجه بسبب الاستلقاء لساعات كثيرة سيهدأ فور النهوض وبدء التحرّك. يُنصح بوضع وسادة إضافية عند النوم لإبقاء الرأس مرتفعاً، وبالتالي منع السوائل الإكسترا من التجمّع في الوجه.
– النوم على البطن: يمكن أن تؤدي هذه الوضعية إلى تراكم المزيد من السوائل في الوجه مقارنةً بالنوم على الظهر أو الجانب.
– اقتراب الدورة الشهرية: إنّ التقلّبات الهورمونية التي تحدث قبل أيام من بدء الدورة الشهرية قد تجعل الوجه منتفخاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بقية الجسم. يمكن تهدئة أعراض ما قبل الطمث من خلال الانتباه لجرعة الملح، والسكّر، والكحول، والكافيين.
– معاناة التهاب الجلد التماسي: يمكن للاستيقاظ بوجه منتفخ مع احمرار أو حكّة أن يُشير إلى أنّ البشرة تعاني من ردّ فعل تحسّسي. قد يرجع ذلك ربما إلى استخدام مستحضر جديد للوجه قبل ليلة، أو ارتداء قطعة جديدة من المجوهرات، أو التعرّض لعث الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة، أو تغيير نوع المنظّف المُستخدم لغسل الأغطية والوسائد… يمكن للكمادات الباردة وقليل من كريم الهيدروكورتيزون تخفيف التورّم وتهدئة الحكّة.
– الإصابة بعدوى: يمكن أن تسبّب عدوى الجيوب الأنفية، وعدوى الأسنان، وحتى حَب الشباب الشديد التهاباً في الوجه يؤدي إلى تورّمه. لذلك يجب استشارة الطبيب سريعاً لتحديد نوع العدوى، وبالتالي تقديم العلاج المناسب.
– التعرّض لانقطاع التنفس أثناء النوم: عندما لا تتمّ إدارة هذه المشكلة جيداً، فإنّها قد تسبّب انتفاخ الوجه صباحاً. يجب التحدّث إلى الطبيب للتحكّم في انقطاع التنفس أثناء النوم عن طريق خسارة الوزن، أو تغيير وضعية النوم، أو حتى استخدام جهاز «CPAP» لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً خلال النوم.