أكد السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو خلال لقائه وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي “أن مهمة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لم تتوقف أبدا، ومن المنتظر عودته الشهر المقبل، ومن المهم ان نتشارك جميعا مع الدول المهتمة وفي اللجنة الخماسية الجهود لمساعدة اللبنانيين على إيجاد الحلول للأزمة”.
واضاف ماغرو: “إن بلدا مثل لبنان يعاني صعوبات كثيرة ويواظب على إعداد موارده البشرية المميزة هو جدير بالعناية، وكنا وقعنا بالأمس برنامج المنح من البوليتكنيك ليستفيد منها نحو عشرين طالبا لبنانيا، وهذا مؤشر عظيم لأهمية التربية والموارد البشرية اللبنانية، وإننا نتابع معا الجهود المبذولة على كل المستويات وخوض التحديات لأن ما يهمنا هوانتظام عمل المؤسسات”.
وقال إن “لبنان بالنسبة إلينا ليس بلدا هامشيا عابرا بل بلد صديق نتابع شؤونه من قرب على المستويات كافة، وإن فريق عملنا في السفارة والمؤسسات التربوية والجامعية يعمل بصورة معمقة مع الوزارة وإداراتها والمؤسسات التابعة لها”.
من جهته، رحب الحلبي بالسفير الفرنسي، قائلًا: “انه يمثل أمة عريقة تربطنا بها علاقات عميقة تاريخية وثقافية وتربوية، وصداقة وتبادل تربوي واقتصادي وإنساني، تتبلور كل يوم في الشؤون الوطنية والحرص على لبنان”.
واضاف: “إننا نثمن عاليا التعاون التربوي ونعلق أهمية كبرى على الدور الفرنسي في تحقيق الإستقرار السياسي في لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية”.
وتابع: “نحن في وزارة التربية والقطاع التربوي نعاني من توقف المؤسسات وثقل الأزمة، إذ اننا نعمل في ظروف مستحيلة، وهناك حاجة ماسة إلى التمويل لجعل النظام التربوي يعمل. إننا مع بداية كل موسم تربوي نطرح الأسئلة نفسها عما إذا كنا سنقلع بعام دراسي طبيعي، فهناك دائما عوائق، وغياب للمقومات التي تساعد على حل المشاكل وإزالة العوائق المالية من امام القطاع التربوي”.
كما أشار الحلبي إلى “إننا نسعى باستمرار لإيجاد مخارج من الأزمة، وقد باشرنا منذ فترة جلسات عمل لكل الإدارة التربوية من اجل إصلاح شامل في القطاع ومن اجل تحديد الواقع ورسم خارطة الحلول ورفع مستوى الأداء وخفض النفقات وبلوغ نوعية التعليم وجودته”.
وأمل ان “تقلع السنة الدراسية بنجاح بعدما نجحنا في تأمين بدل الإنتاجية من الخزينة، وينقصنا تمويل طبع الكتب المدرسية وتأمين أكلاف التعليم لفترة بعد الظهر، لا سيما وان ازمة النزوح تلقي بثقلها على النظام التربوي ولا يمكننا ان نحمل وحدنا أعباء تعليم غير اللبنانيين ويجب أن يأخذ المجتمع الدولي هذا الأمر على عاتقه، لا سيما واننا نوفر الحق في التعليم للجميع من لبنانيين وغير لبنانيين”.
وتابع: “لدينا إرادة حديدية للعمل من أجل المحافظة على النظام التربوي والحوكمة والشفافية والجودة والتطوير في المناهج والتحول التربوي”.