تقرير مانويل مطر:
انطلق العام الدراسي لهذه السنة حاملًا معه أعباء وتكاليف باهظة لا يمكن أن تتحملها إلا العائلات المقتدرة.
الأقساط ضُربت بثلاثة أضعاف، أسعار القرطاسية والزي المدرسي حلّقت وتكلفة الباص واكبت ارتفاع أسعار المحروقات و”حبة مسك”، فهل أصبح التعليم في لبنان للميسورين فقط؟!
كانت المدارس الرسمية سابقًا ملجأ الأهل الذين لا يستطيعون تحمل أعباء الأقساط في المدارس الخاصة، أما اليوم، ومع تراجع مستوى التعليم في “الرسمية” خاصة مع الإضرابات المتكررة في كل عام حيث يصل التلميذ إلى امتحانات نهاية السنة من دون انهاء البرنامج الدراسي، لم يعد للأهالي الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى إلا اللجوء الى المدارس الخاصة، ولو تطلب الأمر الاقتراض من أجل تعليم الأولاد.
جلنا في منطقة البوشرية وتحديدًا شارع مستشفى مار يوسف حيث تتواجد به مكتبات كبيرة ومعروفة يقصدها أهالي المتن، ولاحظنا أيادي الناس الفارغة التي تخرج من المكتبات مكسوفة غير قادرة على شراء ما يطلبه الأولاد. فبعض المدارس “طلباتها كثيرة” حيث تفرض على تلامذتها شراء أنواع باهظة من القرطاسية.
ووصلت أسعار الشنط المدرسية هذا العام إلى 150$ و”الرخيصة” بحسب تعبير أصحاب المكتبات بـ50$، أما تكلفة المقلمة ومستحضراتها من ممحاة ومبراة وأقلام للكتابة وللتلوين و”تيب اكس” وآلة حاسبة التي يختلف سعرها حسب صف الطالب تتخطى الـ50$.
من ناحية أخرى، يناهز سعر الزي المدرسي الرسمي اليومي وآخر خاص للرياضة الـ200$، والكتاب الأساسي الواحد يصل سعره إلى 100$ مما دفع بعض الأهالي إلى شراء كتب مستعملة والاستعانة بالزي المدرسي الذي استُخدم العام الماضي.
تخطت أسعار المستلزمات المدرسية الـ500$ ناهيك عن القسط والنقليات التي لا يمكن غض النظر عنها أيضًا، فالأقساط بكافة المدارس ضُربت بثلاثة، فالشبه مجانية، أصبح القسط فيها حوالي 400$ من دون القسم الذي يُدفع بالليرة اللبنانية، ولامس قسط المدارس المتوسطة الـ2000$ من دون الليرة اللبنانية، أما في المدارسة المتقدمة تخطى القسط الـ2500$، والزيادة بالليرة اللبنانية تراوحت بين 5 و30 مليون ليرة لبنانية حسب حجم المدرسة وعدد طلابها ومستواها.
أزمة القطاع التربوي هي الأخطر في لبنان، وإنشاء جيل بعيدًا عن المدارس والعلم والثقافة والتربية ينتج عنه مجتمعًا مجرمًا غير آبه بالقوانين، فهل يدري وزير التربية والوزراء المعنيين مدى خطورة تحليق أسعار القطاع التربوي في لبنان مما يدفع الأهالي إلى سحب أولادهم من المدارس؟