كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
وفق «Harvard Medical School»، يميل معظم الأشخاص إلى الإفراط في تناول السكّر المُضاف، الأمر الذي يرفع خطر تعرّضهم لمشكلات صحّية مثل البدانة، والسكّري، والضغط العالي، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية. لكن هل يعني ذلك أنّه يجب حذف هذه المادة كلّياً من النظام الغذائي؟
يُجمع خبراء التغذية على أنّه من غير المناسب توصية جميع الأشخاص بالتخلّي عن السكّر تماماً، إنما الاعتدال هو الحلّ الأمثل.
يُعدّ تجنّب السكّر أمراً صعباً لأنّه يختبئ في منتجات غير متوقّعة مثل صلصة البندورة، والكراكرز. ومع ذلك، فإنّ خفض عدد المشروبات الغازية والسناكات الحلوة المستهلكة يومياً، يمكن أن ينعكس إيجاباً على الصحّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ السكّر، المعروف أيضاً بالسوكروز، لا يعني فقط سكّر المائدة الأبيض المُضاف إلى القهوة، والمخبوزات، والأطعمة المصنّعة. إذ هناك العديد من السكّريات الطبيعية مثل الفروكتوز، واللاكتوز، والغلوكوز الموجودة في مأكولات متنوّعة تشمل الفاكهة، والخضار، والحبوب، ومنتجات الألبان.
وبِغَضّ النظر عن الاستخدام الشائع للـ»Sugar Detox»، أي التخلّص من سموم السكّر، أكّدت طبيبة أمراض الجهاز الهضمي براتيما ديبا، من مدينة نيويورك، أنّ «هذه العبارة ليست لها أي أهمّية طبية، وهي مجرّد ادّعاءات غير موثّقة. إذ إنّ السكّر لا يخضع لعملية إزالة السموم ذاتها المعتمدة للمواد الكمياوية الأخرى. يملك الجسم قدرات خاصة تسمح له بالتحرّر من السموم عن طريق الكبد والكِلى. إنّ تقليل جرعة السكّر لا يعني «Detox» فعليّ، ولكنه يمكن أن يؤدي إلى مجموعة فوائد صحّية».
وأضافت ديبا: «عند خفض السكّر المُضاف من الغذاء، يمكن ملاحظة مجموعة منافع صحّية تعتمد غالباً على كمية السكّر المستهلكة عادةً، ومدى خفض جرعتها، والصحّة الفردية. إنّها تشمل تقليل الوحدات الحرارية المستهلكة وبالتالي تسهيل خسارة الوزن، واستقرار معدل سكّر الدم الذي يخفّض خطر الإصابة بالسكّري النوع 2 أو يساعد على التحكّم فيه، وتقليل التعرّض لأمراض القلب والأوعية الدموية مع خفض ضغط الدم والكولسترول، والحماية من تسوّس الأسنان وأمراض اللثة، وتحسين صحّة البشرة والتصدّي للبثور، وخفض احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني».
وللتمكّن من تقليل السكّر بنجاح، يجب وضع توقّعات معقولة، والتحلّي بالصبر، وربما استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لتقديم أفضل النصائح. وبحسب جمعية القلب الأميركية، من الجيّد البدء بخفض السكّر المُضاف إلى القهوة أو أي مشروب آخر، واستبدال المشروبات السكّرية بالمياه الفوّارة أو تلك المنكّهة طبيعياً بالفاكهة، وتناول المزيد من الفاكهة، ومقارنة المُلصقات الغذائية واختيار المنتجات المصنوعة بأدنى نسبة من السكّر.
لكن ماذا عن حذفه كلّياً من الحمية؟ شدّدت د. ديبا على أنّ «القيام بذلك غير ضروري إطلاقاً، خصوصاً أنّه يصعب الالتزام به، كما أنه قد يؤدي إلى اضطراب الأكل عند بعض الأشخاص. ناهيك عن أنّ ليست كل أنواع السكّر سيّئة. إنّ تناول الكربوهيدرات المعقّدة مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة يُبقي مستويات الإنسولين صحّية. تأتي هذه السكّريات من الأطعمة الكاملة، ما يعني أنّها تقدّم أيضاً الفيتامينات، والمعادن، والألياف، وفوائد أخرى للجسم بما فيها الطاقة. عند الرغبة في خفض المذاق الحلو، لا بدّ من التركيز على السكّريات المُضافة أو البسيطة. تُعتبر اليقظة الذهنية طريقة جيّدة لضبط العلاقة بالسكّر، وبالتالي التمكّن من التمييز بين المأكولات السكّرية التي تستحق البقاء في النظام الغذائي وتلك التي تضرّ أكثر مما تنفع».