كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
لا تزال الحركة الدولية المواكِبة للرئاسة اللبنانية المعطّلة، ناشطة وقوية. الاربعاء، اعلنت وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها على منصة “اكس” ان وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان استقبل المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان. وجرى “استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها”. واشارت الى ان الاجتماع عقد في حضور، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية لبنان وليد بن عبدالله بخاري.
اما في لبنان، فلقاءات الموفد القطري فهد بن جاسم مستمرة بعيدا من الاضواء، وقد التقى عصر الاربعاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، في وقت يبدو ان زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي الى بيروت لم تعد بعيدة.
وبحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الاتصالات هذه تتكامل اي ان لا تعارض بين الدور الفرنسي او اللقاءات القطرية في لبنان، بل على العكس، حيث بات اعضاء الخماسية كلّهم، متفقين على تصوّر واحد لحل المعضلة الرئاسية، عنوانه الخيار الثالث اي الاتفاق على مرشح ليس طرفا ولا يستفز احدا، قادر على قيادة عملية الاصلاح والانقاذ الاقتصادي المنشودة.
لكن وفق المصادر، لن تتفرّغ الرياض وباريس والدوحة والقاهرة وواشنطن، للبنان الى ما لا نهاية. هذه العواصم تحاول اليوم الضغط من اجل اقناع اللبنانيين بأن لا بد لهم جميعا، من النزول عن الاشجار العالية التي صعدوا عليها، والذهاب سريعا نحو الاتفاق على اسمٍ مِن بين اسماء كثيرة مطروحة في الكواليس تحمل مقومات المرشح التوافقي. وهذا الحثّ موجّهٌ في شكل خاص الى حزب الله وحركة امل، خاصة وان الافرقاء المعارضين ابدوا استعدادا للتنازل، بينما الثنائي لا يزال متمسكا برئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
فاذا تجاوب اللبنانيون مع هذا النداء الذي يُعتبر النداء الاخير، كان به، ورعى الخارج الاتفاق المُنتظر وتم انتخاب رئيس للجمهورية، أما اذا بقي التعنّت سيد الموقف، ولم يقبل الثنائي بالتخلّي عن مرشحه، وبقي الواقع الرئاسي على حاله من الانسداد، فإن المصادر تشير الى ان ما يبحثه “الخماسي” راهنا، هو الانتقال الى “العصا” عبر فرض عقوبات على المعرقلين، كان لوّح بها في بيانه الصادر اثر اجتماعه الاخير في الدوحة. واذ تلفت الى ان هذا السلاح بدوره قد لا يسهم في الحل بل قد يعقّده، تعتبر المصادر ان الاخطر هو ان عدم التعاون المحلي مع الجهود الدولية، سيدفع الخارج الى نفض يده من لبنان، تاركا اياها للشغور وللغرق اكثر في انهياره المالي، حتى إشعار آخر، قد يكون تحديد مداه الزمني في يد ايران…