رحب عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله «بالمبادرة القطرية»، معتبرا «أنها تأتي استكمالا للمبادرة الفرنسية، وبشكل عام مبادرة اللجنة الخماسية، التي تحاول إيجاد كوة في الجدار اللبناني المأزوم، بسبب المواقف العالية النبرة، التي تعلنها العديد من القوى السياسية اللبنانية، إن لجهة عدم التنازل عن مرشح تحد للرئاسة، أو لجهة التمنع عن الشروع في حوار داخلي، يمهد ويساعد الفريق الخارجي، على مساعدة لبنان».
وقال عبدالله في تصريح لـ «الأنباء»: «مع الأسف إذا كان هناك تعنت مستمر وانسداد داخلي في إطار تسوية داخلية تحفظ لبنان وهويته فلن تستطيع المبادرات الخارجية أن تحدث تغييرا جذريا في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، لذلك فالمطلوب تأمين الأرضية الداخلية الإيجابية، لكي تنجح المبادرات الخارجية، ومنها القطرية المشكورة».
وشدد عبدالله على «أننا مع أي حوار بين المكونات والأطراف السياسية اللبنانية المتخاصمة وغير المتخاصمة، مؤكدا أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من المتمسكين بالحوار جملة وتفصيلا، وهو يؤيد التحاور مع جميع القوى السياسية، والذي يستكمله ويدعمه اليوم رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط». وقال عبدالله: «كنا بدأنا الحوار مع حزب الله، وطرحنا مجموعة من الأفكار والأسماء، واستكملناه مع بقية التكتلات النيابية والسياسية، أكانت في المعارضة أو غيرها، إذ كان همنا الوحيد إيجاد مساحات مشتركة بين القوى السياسية كافة، للخروج من هذا المأزق، ومن هذه الأزمة التي تعصف بلبنان منذ سنة وأكثر، والتي انعكست بشلل كامل على مختلف المؤسسات، وتحلل ما تبقى من أجهزة الدولة الإدارية، وسط مستقبل مجهول حتى للمؤسسات الأمنية، لذلك فإن الحوار هو ثقافة الحزب التقدمي الاشتراكي، وان الواقعية السياسية التي تعلمناها من المعلم الشهيد كمال جنبلاط، مازالت هي البوصلة التي تحدد تعاطينا ومرونتنا السياسية مع الحدث، بما يحفظ الوحدة الوطنية ولبنان، وليس بما يؤمن المحاصصة أو الجنوح نحو السلطة، أو المستقبل السياسي لهذا الفريق أو ذاك، المهم أن نحفظ البلد مما يعاني منه شعبه».
وعن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أكد عبدالله أننا نؤيد الحوار بين القوى والتيارات السياسية على قاعدة توسيع حلقة المشاركة، وإيجاد قواسم مشتركة بين القوى السياسية المتصارعة، وليس في إطار المقايضة السياسية، فكل هذه المسائل التي نسمع بها، هي مسائل وطنية، وتتطلب إجماعا ونقاشا داخليا وجديا في مجلس النواب، وليس بين الأطراف المعنية، فالحوار يجب أن يتركز على نقطة واحدة، وهي انتخاب رئيس جمهورية لا يستفز القوى السياسية الأساسية، ومنها القوى المسيحية، التي لها دور أساسي، في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، وليس فقط في الإطار الطائفي، فرئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان ويجب أن يحظى بدعم أكثرية القوى السياسية، لكي تكون عملية التكليف والتأليف للحكومة سهلة، لما ينتظرها من مهام إصلاحية وإنقاذية لما تبقى من إمكانات هذا البلد، ولإنجاز خطة تعافي اقتصادي، تستطيع أن تخرج لبنان من هذا البؤس الذي يعيشه.
وأكد عبدالله أن أي حراك عربي أو دولي مفيد للبنان مرحب به، على الرغم من أن للعديد من الدول رؤى متمايزة ومصالح مختلفة، مشيرا الى انه لكي تنتج يجب أن يكون هناك بالحد الأدنى حراكا داخليا، معتبرا ان إيجاد السقف المشترك بين اللبنانيين ليس بالعملية السهلة، لأنه يتطلب تراجعا ولو خطوة الى الوراء من الجميع، باتجاه الوطن وليس باتجاه فريق من الفرقاء.