كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
إرتفعت السرقات في «سوق الإثنين». إنهم «حرامية السوق». معظمهنّ سوريات، يمتهنّ السرقة، شكّلن عصابات محترفة مؤلّفة من ثلاث سيدات يُوقِعن الضحية بطريقة ذكية واحترافية، ثم يتوارين عن الأنظار.
أكثر من 10 سرقات شهدتها السوق، وهو رقم كبير، وفق مصدر أمني يرى أنّ «الوضع مهزوز نوعاً ما، فأعداد الأجهزة الأمنية حتى شرطة البلدية المنتشرة داخلها قليلة، مقارنة بعدد السوريين الذين يتوافدون أسبوعياً إلى السوق. ويقول إن «الوجود السوري بات يشكّل قنبلة اجتماعية موقوتة».
يجوب النّاس شوارع السوق، يبحثون عن شيء ما، فجأة، تنقلب أحوالهم، تختفي حقائبهم، فالسرقة «شغّالة» داخل «سوق الإثنين»، عمليات النشل تتزايد، والضحايا كثر، فيما «الحرامية»، وغالبيتهم من التابعية السورية، مجهولون، يصطادون فريستهم، ثم يختفون.
لا تزال المواطنة علياء مصدومة. اختفت حقيبتها. دخلت أحد المحال في السوق لتجد نفسها بين ثلاث نساء، وإذ بها تفقد حقيبتها الصغرى، داخلها 400 دولار، حاولت معرفة الجناة من دون جدوى. أيضاً خديجة، كانت قد خرجت لتوّها من السيارة، مشت بضع خطوات قبل أن تشعر أن حقيبتها قد سُرقت، فقصدت «النادي الحسيني» للتبليغ. تقول إنها «كانت في طريقها إلى الطبيب، وداخل حقيبتها مئتا دولار ثمن علاج ظهرها، غير أنها قد خسرتها، بسبب السرقات المتزايدة داخل السوق، تضحك ثم تضيف: «بعد ثلاثة أيام اتصلوا بي ليخبروني أنهم عثروا على بطاقة الهوية مرميّة على قارعة الشارع، لكنهم لم يعثروا على السارق».
«أهلا بكم في جمهورية حرامية الإثنين». أكثر من 10 سرقات تُسجّل أسبوعيّاً لدى مخفر النبطية، عدا سرقات عدة لم يبلغ عنها، وتعدّ سرقة حوالى 80 ألف دولار داخل محل «مجوهرات جابر» الكبرى في المنطقة، ولكنها لن تكون الأخيرة. يؤرق رقم السرقات الأجهزة الأمنية. ينطلقون من قاعدة أن السوريين يجتاحون السوق، باتوا الغلبة، ولكن ماذا عن الأمن؟
يقرّون بأن الخلل في عديد القوى الأمنيّة، فرقابة السوق تحتاج إلى أعدادٍ كبرى، وهذا ما لم يطبّق. فيما كان مجلس الأمن الفرعي منعقداً في سراي النبطية برئاسة محافظة النبطية هويدا الترك، كان الناس في السوق يتعرضون للسرقة، لم يتطرّق الإجتماع لسرقات السوق ومحاذيرها على المواطن الذي يفقد راتبه، رغم تشديدهم على أنّ النازحين باتوا يشكّلون خطراً داهماً ويستوجب التدقيق في هوياتهم وتنظيم وجودهم. لا حراسة أمنية كافية للسوق إذاً.
يرى المصدر الأمني أنه إذا «لم يتم رفع عديد القوى الأمنية، فالسرقات سترتفع أكثر»، ويشير إلى أنّ «كل عصابة مؤلّفة من ثلاث نازحات سوريات، يحترفن السرقة، يقمن بالجريمة ثم يختفين. يحتاج هذا الأمر معالجة سريعة، وإلا دخلنا في دوّامة أسوأ وأخطر، سيتمثّل بصراعات اجتماعية وإشكالات واضطرابات مع السوريين. ويضيف المصدر أنّ «السوري بات ينافس اللبناني في كل شيء ويسرقه ويهدّد أمنه الاجتماعي».