قلد رئيس الجمهورية البولندية ممثلا بسفير بولندا بشيميسواف نييسيووفسكي، اللواء عباس إبراهيم، وسام الاستحقاق من المرتبة الثالثة الممنوح من رئاسة الجمهورية البولندية، في حفلة أقيمت في صالة eau de vie داخل فندق “فينيسيا”.
وقال اللواء ابراهيم في كلمة: “أغتنم هذه الفرصة لأحذر من أن نار أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية ستصل إلى كل من يدير ظهره لهذه المأساة. وحتما، سترتد عليه كرة النار التي يعتقد أنه يرميها أو قادر على إبقائها على أرض الآخرين، وإن غدا لناظره قريب”.
وشكر لفخامة السيد رئيس الجمهورية البولندية أندريه دودا ممثلا بشخص سعادة السفير هذه اللفتة الكريمة التي أثمنها وأقدرها على المستوى الشخصي وفي سياقها العام، وجاءت نتاج تعاون بين دولتينا ولصالح الشعبين وضمن حفظ مفهوم الأمن تحت سقف القوانين الدولية”.
وأضاف: “كان أساس عملنا قائما على أن البدء هو حماية الإنسان كونه الأصل والأساس، وعلى أن حمايته هي الهدف وقبل أي معادلات أخرى”.
وأشار إلى أن “هذه اللفتة جاءت أيضا في سياق ما يجري في الوطن والإقليم والعالم، مما حتم علينا بذل المزيد من الجهود والمبادرات التي تعنى بالتنسيق والتقريب بين كل الأطراف وعلى كل المستويات، لتفادي الأخطار”.
ورأى “أننا نجحنا من خلال التعاون وعبر الحوار والمبادرات أن نصل إلى بر الأمان. وكان هاجسنا أن نحفظ أمن دولنا من جراء موجات النزوح، إنما على قاعدة حفظ الإنسان وحقوقه وضمن منطوق الشرعات الدولية. لقد انصب الجهد لضمان احترام مكانة لبنان وصلاته العالمية، وعلى أن يبقى وطننا حيث يجب أن يكون وأن يبقى: لبنان الحوار، لبنان الرسالة، لبنان الملتقى وصلة الوصل بين الشرق والغرب. لبنان عاصمة الثقافات ومنارتها، وها هو أمين معلوف يُثبت أن لبنان بإنسانه هو الأقوى والأبقى فكرا وثقافة”.
وتابع: “إننا، وبالتنسيق والتعاون مع الأصدقاء في الجمهورية البولندية، استطعنا تحقيق الكثير على صعيد التقارب بين البلدين، وعلى صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحرير الرهائن وتفادي الأخطار، وكما تجنب العمليات الإرهابية. لقد أثبت التقارب والتعاون أنهما السبيل الوحيد لضبط الحدود ونزع فتيل النزاعات والحروب، وتبريد الجبهات”.
وشدد ابراهيم على “أننا الآن في قلب الخطر، فالفراغ يهدد وجودنا كله ويؤثر على دول الجوار التي نتشاطأ معها على حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي معنية بإجراء تواصل جدي في ما بينها أولا، ومعنا ثانيا، لمعالجة هذا الأمر”.
وأوضح أن “مشكلة النزوح غير الشرعي تعالج بالسياسة والتعاون والتنسيق وتقاسم الأعباء، وليس بالأمن وحده مع الحفاظ على مبدأ الشرعية التي وجدت لمعالجة آلام الإنسانية ومعاناتها أولا، وليس لأي شيء آخر”، معتبرا أن “الوضع الحالي يوجب استمرار تفعيل التنسيق بين بلدينا لضمان الاستقرار ونمو العلاقات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وكلي ثقة وقناعة بأنه سيكون للجمهورية البولندية دور فاعل ومميز في مساعدة لبنان، كما سبق وفعلت وخففت عنا جزءا من أعباء النزوح وتبعاته”.
ولفت إلى أن “تصدع الوضع في المنطقة ينذر بشر مستطير لن يكون استدراكه إلا باحترام سيادة الدول وحقوق الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني”، مضيفا: “لقد وجدت القوانين والأنظمة والاتفاقات لخدمة الإنسان، وليس العكس، وبعيدا من العصبية والعنصرية”.
وأكد اللواء ابراهيم أن “النازحين السوريين هم إخوتنا نتشارك معهم الكثير الكثير، ولكن آن للعالم أن يتحمل مسؤوليته معنا في هذا الإطار”.