جاء في “الجمهورية”:
الساعات الأخيرة لم تحمل جديداً على الخطّ الرئاسي، او أي اشارات حول ما بلغه المسعى القطري الذي دخل أسبوعه الثالث، فالموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني صامت لا يكشف اوراقه، يقابله داخل لبناني مُربك، وموزّع بين من يبحث عمّا يخفيه خلف هذا الصمت، وبين من يَنعى حركة الموفد القطري ويروج لفشلها، وبين من يعتبرها مهمّة مفتوحة غير محددة بسقف زمني بدليل تمديده لفترة إقامته في بيروت، وبين من هو مُنهمك بتحليلات وتفسيرات واختلاق سيناريوهات وتخيلات لا تمت الى مهمة الموفد القطري بصلة لا من قريب او من بعيد.
حول هذه الأجواء سألت “الجمهورية” مرجعا سياسيا مطلعا على حراك الموفد القطري، فقال: مرة جديدة نقول لا تستعجلوا الحكم على المسعى القطري، انه يقوم بمسعى بجدية لمسناها فعلاً، وهو مستمر في هذا المسعى ويتواصل مع الجميع، لن ادخل في تفاصيل ما طرحه، كما لن اقول انه نجح في مسعاه او اخفق، فلننتظر بعض الوقت لجلاء الصورة ولا اعتقد انّ هذا الوقت سيطول”.
ووفق معلومات موثوقة فإنّ ما تحفّظ المرجع المذكور عن ذكره، ألمحَ اليه “تقرير حول مهمة جاسم آل ثاني”، أعدّته جهة سياسية بارزة، تضمّن مجموعة خلاصات مفادها:
اولاً: أساس مهمة الموفد القطري، الوصول الى خيار رئاسي ثالث، غير سليمان فرنجية وجهاد ازعور
ثانياً: كان حريصاً في لقاءاته مع حزب الله على ان لا يبدو انه يسوّق لقائد الجيش العماد جوزف عون. بل ان هناك سلة اسماء يمكن الاختيار من بينها.
ثالثاً: كان في طيات كلامه امام “الثنائي الشيعي” دافعاً في اتجاه أن يُعيدا النظر في دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية. لكنه قوبِل بأن ليس لدى الثنائي ما يسمّى “PLAN B”.
رابعاً: حاول في لقائه مع الوزير فرنجية ان يقنعه بالعدول عن ترشيح نفسه، فجاء الجواب اصرارا وتصميما على مضيه في المعركة الرئاسية.
خامساً: سلة الاسماء التي تداول بها الموفد القطري مع الاطراف الاخرى، لم تكن محل إجماع.
تبعاً لذلك، وصف مصدر سياسي رفيع مشهد الحراكات الجارية بـ”المراوحة في القديم، فالصورة على حالها لا اقول منذ ما قبل وصول الموفد القطري لا بل منذ اشهر طويلة، ولا ارى في الافق أي تبدّلات ستحصل. فالتغيير ممكن في حالة وحيدة وهي أن تُغيّر اطراف التعطيل الرئاسي ما في نفسها، وهذا امر أقلّ ما يقال فيه انه مستحيل”.
وردا على سؤال، قال: الخيار الرئاسي أيّاً كان رقمه، ثانيا او ثالثا او رابعا، مرهون بتراجعات وتنازلات داخلية متبادلة تنسج توافقاً عليه، ولكن بكل قناعة وثقة اقول انّ حصول تغيير في واقعنا السياسي القائم مستحيل لأن لا احد من الاطراف السياسية في وارد ان يتنازَل او يتراجع عن موقفه.