اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أننا “نقف اليوم أحداث كبرى ولبنان يعيش منذ العام 1990 أزمة إفلاس تكشفت معالمها في 17 تشرين 2019 ولكن هذه الازمة عايشناها بالسياسيات ومن قاموا بها يدركون أنهم كانوا يستنزفون مقدرات البلد”.
ولفت خلال زيارة له إلى بلدة بسكنتا إلى أن “ما يحصل هو عملية تأجيل و”الاوكسيجين” للاستمرار كان عبر المؤتمرات الخارجية كباريس 1 وباريس 2 خصوصا في ظل غياب السياسة الاقتصادية التي عبرها يتم تأمين الاموال”.
وأكّد أن “المعضلة كانت على الشكل التالي الاموال نأخذها من الناس ونعطيها للدولة التي تقوم اما باهدارها أو الدفع للقطاع العام”.
وأشار الى أنه “عند حصول 17 تشرين الادارة السياسية للمنظومة اصرت على الاستمرار بنفس النهج عبر رفضها لأي عملية اصلاحية، ونحاول منذ سنوات اقرار القوانين الاصلاحية التي تسمح بالانتظام المالي وعودة العجلة الاقتصادية ولم ننجح وبالتالي الحالة المأساوية نتيجة الوضع الاقتصادي السيء تشكل ازمة وجودية تؤدي الى هجرة الشعب”.
وشدّد على أن “أزمة النزوح تلعب عنصرًا اساسيًّا في ازدياد الهجرة”.
وقال إن “ما يحصل في فلسطين جنبنا “مؤامرة” بدأت تتكشف معالمها في المتن وتحديدًا في الدورة، الجديدة، انطلياس، حيث شهدنا في ساعات قليلة أحداثاً “مركّبة” من أشخاص معروفي الانتماء الحزبي يفتعلون المشاكل مع السوريين “بقبة باط” من بعض الاجهزة الامنية وعندما تندلع المشكلة يتدخلون لتهدئة الامور وفجأة نرى التحريض المتعمّد وهو للتغطية عن سكوت سابق استمر من 2011 وحتى 2023″.
وشدّد على أن “الصمت 12 عاما عن الموضوع لا يمكن محوه بـ12 ساعة تحريض ليس هكذا تحل الازمات ويتم التسبب باعمال العنف، ببساطة يجب اللجوء الى تطبيق القوانين”.
وأكد باسيل أننا “كنا أول من تحدث عن ازمة النزوح في العام 2011 وكانوا يجابهوننا بضرورة “النأي بالنفس”، والحكومة التي كنا فيها نأت بنفسها الى أن أوصلتنا الى تعاظم الازمة وتفاقم هجرة اللبنانيين”.
وأكّد أننا “قدمنا خطة لعودة النازحين وما نحتاجه هو تطبيق القوانين، والتيار الوطني الحر لم يتحدث بهذه القضية الا من خلفية انسانية ومصلحة المواطن اللبناني”.
وأضاف، “اليوم بمسلسل تفكيك المنطقة والتلاعب بالنسيج الاجتماعي نرى التحريض على السوريين، القصة تعالج بروية وتعقل مع شعب نريد العيش معه”.
وتطرق باسيل الى ما يحدث في فلسطين، وإعتبر أنه “من أكبر الاحداث التي وقعت منذ 1948 وربما بداية نكبة معاكسة، وليس اليوم ظهر المسّ بهيبة القوة العسكرية الاسرائيلية بل في العام 2000 بحرب التحرير والعام 2006 بحرب تموز وفي حينها قال الرئيس ميشال عون: “انتهى الزمن الذي تنتصر فيه اسرائيل عسكرياً”.
وقال “لسنا بموقع تحليل بل بموقع قراءة الأحداث لمعرفة كيفية التعاطي معها لأن أهمية ما حصل بالأمس أنه وقع داخل العمق الفلسطيني وأكد على قدرة اطراف المقاومة ضد اسرائيل على استعادة الارض المحتلة وهي موجودة في أكثر من موقع وعلى أكثر من جبهة”.
وإعتبر أن “هذا يأخذنا الى التأكيد على أن المنطق القوّة لا يوصلنا الى سلام ومع لبنان لم تستعمل الا القوة واحتلت الارض واعتدت علينا وهذا كله لم يتوقف الا حين فرضت المقاومة “معادلة قوّة” وهذا أمر واقع، فإما يستفيد منها لبنان لبناء دولة وتطوير مجتمع وازدهار الاقتصاد أو نبقى نستعملها بحروب لا تنتهي”.
وأضاف، “ليس خافياً على أحد أن هناك ثلاثة أنواع من الناس في لبنان، من يؤمنون بوحدة الجبهات والساحات وبالتالي نفتح كل الساحات ضد اسرائيل لتدميرها كذلك هناك من هم مع حق الفلسطينيين باستعادة أرضهم ودولتهم ونحن منهم ونؤيد ما يحصل ونفرح لفوز أي عربي ضد الاسرائيلي، أما القسم الاخير فهم من يفرحون لفوز اسرائيل ويحزنون لانتصار المقاومة”.
ولفت الى أنه “في مقاربة الامور ما بين وحدة الساحات وحق الفلسطينيين باستعادة أرضهم هناك هدف واحد ولكن هناك مقاربة مختلفة وأولويات مختلفة فهناك من يريد زوال الكيان الاسرائيلي ولكن أولوياتنا قيام الدولة اللبنانية لأنه دونها لا وجود لنا ولا للوطن”.
وشدد باسيل على أن “منطق القوة الذي استعملته اسرائيل استعمل ضدها ولا ندري اذا من استخدمه بالأمس يرضى التوقف عن استعماله خصوصا وأنه عبره سيقوم بتحرير الاف الاسرى من السجون الاسرائيلية”.
وأضاف، “منطق القوة الذي استعملته اسرائيل منذ 1948 علينا بدأ يستعمل ضدها وهذا هو التحول الكبير الذي سنعيشه بالمنطقة ويجب أن نرى كيف يمكن التعاطي معه في لبنان بموقف موحد يحمي بلدنا ويحفظه ليبقى نصيرا لقضايا الحق”، لافتا الى أن “التيار تحدث بالامس عن كيفية اتباع سياسة تحفظ الوطن دون التنازل عن عناصر القوّة فيه وتحصيلنا حقوقنا كما حصل في استخراج النفط والغاز بحيث أننا استطعنا أن نفرض معادلة قوة على الحدود من الجهتين وكنا أول من قلنا إننا اذا لم نستطع الاستخراج من قانا فلن يستطيع الاسرائيلي الاستخراج من كاريش”.
وأشار الى أن “هذا حصل عبر القوانين التي اعديناها والعمل في وزارة الطاقة طيلة سنوات وأتت قوة المقاومة لتوضع بالميزان مع قوة العلم لتخلق هذه المعادلة وتفرض على اسرائيل أنه إذا ارادت الاستخراج فنحن أيضا يجب أن نستخرج من قانا”.
وأكّد أنه “هكذا يجب ان نصنع السياسات التي تضع لبنان بالأولوية”.