رأى رئيس حركة التغيير عضو الجبهة السيادية المحامي إيلي محفوض، ان التواطؤ بين امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مع سائر قوى الممانعة بنقل «Transfer» او ترحيل السوريين باتجاه الداخل اللبناني عبر المعابر غير الشرعية وربما الشرعية، يشي بأن ما يتحضر للبنان خطير للغاية، لا بل قد يتخطى بأبعاده وخلفياته وأهدافه خطورة الحرب الاهلية 1976- 1990، معربا بالتالي عن امله بتوحد اللبنانيين في مواجهة هذا الخطر الداهم، خصوصا انه لم يعد في لبنان ما يسمى باللجوء السوري، انما هناك وجود سوري غير شرعي من شأنه تغيير وجه لبنان على كل المستويات، لاسيما على المستوى الكياني والوجودي والديموغرافي.
وعليه، لفت محفوض في تصريح لـ «الأنباء» الى ان لبنان يعيش بين مليونين وثلاثمائة ألف قنبلة موقوتة والآتي اعظم، ولابد بالتالي من مواجهة هذا الخطر الوجودي والداهم، انما بطرق غير كلاسيكية تقليدية، تتخطى توجهات الأمم المتحدة، وكل القرارات الدولية، والدور الاجتماعي والإنساني للجمعيات الخيرية NGOs، وذلك لاعتباره ان ما بين وجود لبنان وزواله، وقفة وطنية تاريخية تتصدى لهذا المخطط الجهنمي الذي رسمت طهران خطوطه وأطره، مؤكدا بالتالي ان الجيش اللبناني وكل المؤسسات الأمنية اللبنانية لن تخوض هذه المرة معركة وجود لبنان منفردة، انما بمؤازرة عملية وعملانية من الشعب اللبناني على وسع الأراضي اللبنانية وداخل كل حي وقرية ومدينة.
وردا على سؤال، أكد محفوض ان كلام السيد نصرالله عن فتح البحر امام اللاجئين السوريين هو التقية بحد ذاته، لأنه لو كانت فعلا نوايا السيد نصرالله صادقة، لكان طالب بفتح البحر السوري أمام السوريين، وليس انتظار دخولهم الى لبنان، ومن ثم فتح الشواطئ اللبنانية أمامهم، لاسيما ان الحدود البحرية السورية أكبر وأعرض آلاف المرات من الحدود البحرية اللبنانية، ما يعني من وجهة نظر محفوض ان كلام نصرالله عن فتح البحر اللبناني امام السوريين، محاولة جديدة لاستجرار عدائية دولية واسعة النطاق ضد لبنان، وذلك بعد ان خرب علاقات لبنان مع الخارج وفي طليعتها دول الخليج العربي الرئة الاقتصادية والمالية والاجتماعية للبنان واللبنانيين.
وعن إمكانية عودة المواجهات بين اللبنانيين والسوريين كما حصل مؤخرا في الدورة والبوشرية والنبعة والجديدة والرميل، أكد محفوض انه لا يمكن توصيف الوضع بالجمر تحت الرماد، انما هو البركان بحد ذاته يغلي استعدادا للانفجار الكبير، متوجها بالنداء الى كل اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب دون استثناء، والى كل الاحزاب والتيارات والحركات الخصوم منهم والحلفاء، كي يضعوا المتناقضات السياسية خلفهم، ويجتمعوا متكاتفين ومتضامنين على كيفية مواجهة هذا المخطط الجهنمي ذي المخاطر الوجودية، خصوصا أن السيد نصرالله الذي أفهم اللبنانيين والعالم أجمع، ان حزبه الايراني الفارسي هو من يرسم الحدود البحرية والبرية للبنان، ويرسم سياسة لبنان الداخلية والخارجية، ويملك قرار الحرب والسلم، ويعين رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، يحاول اليوم القول بأن المرجعية الوحيدة أمام من يريد من اللبنانيين التباحث ولو عن بعد في موضوع النزوح السوري.