كتبت لينا فخر الدين في “الأخبار”:
العيد في إقليم الخروب، مشهدٌ جامع للقرى كلها. استنهض «الطوفان» أهل الإقليم من كبوتهم وأعادهم إلى قلب القضيّة الفلسطينية، فلم يعرفوا كيف يعبّرون عن فرحتهم إزاء بطولات المقاومة ومفاجآتها.
«شيء لا يُصدّق» يقول السبعيني «أبو محمّد»، الذي جلس أمام دكّانه يكاد يوزّع بضاعته مجاناً، فرِحاً بما حدث وهو يردّد: «جيلنا انتظر عمراً لكي يرى انكسار الإسرائيليين أمامنا. نحن جيل فلسطين».
على مقربة منه، عدد من الشبّان يوزّعون الحلوى عند مدخل بلدة كترمايا. الأناشيد الدينيّة وكلمات مؤسس «حماس» الشيخ أحمد ياسين والأعلام التي كُتب عليها «لا إله إلا الله» والسترات الرماديّة التي ارتدوها، تؤكّد انتماءهم لـ«الجماعة الإسلامية». حواجز المحبّة التي أقامتها «الجماعة» انتشرت عند مداخل كثير من القرى، إذ إنّ قيادييها «لا «يعطون فرحتهم لأحد» لأنّهم، كما يقولون، «امتداد حركة حماس في لبنان».
لا ينفك المسؤول العام في «الجماعة»، الشيخ محمّد سرور، يُردّد دعوات النّصر، منشغلاً مع «إخوانه» في مُحاولة التحضير لمهرجانٍ يليق بالحدث الجَلل، بعدما شاركت فاعليّات الإقليم في مهرجان شعبي أقامته «حماس» في وادي الزينة، قبل أن تجوب أكثر من 300 سيّارة من أبناء الإقليم البلدات رافعين علامات النصر والأناشيد الحماسيّة.
وإذا كانت «الجماعة» هي «أم الصبي» وتستشعر نشوة النصر، غاب تيار المستقبل تماماً عن أي احتفال أو نشاط، فيما شارك الحزب التقدمي الاشتراكي في الاحتفالات الشعبيّة التي أُقيمت في أكثر من بلدة، من دون أن يدعو إلى احتفالٍ خاص. وقال أحد قياديي الحزب لـ«الأخبار» إنّ «ما حدث هو رد صاعق على الظلم والغبن كلهما اللذين لحقا بنا منذ عشرات السنين»، لافتاً إلى أنّ «الشعب ردّ على تخاذل الأنظمة العربية التي دوماً حمت الكيان الصهيوني».
مديريّة الأوقاف في جبل لبنان عمّمت على المساجد بأن تصدح التكبيرات من المآذن بعد الأذان، ما أدى إلى استنهاض الشارع وزيادة الحماسة وإطلاق المفرقعات النارية. رغم ذلك، يعدّ ابن شحيم محمد عبدالله أنّ ما يحدث في قرى الإقليم وبلداته لم يكن على مستوى الحدث، «فلو كان الأمر منذ 15 سنة، لكانت الأمور مختلفة»، معتبراً أن «هناك جيلَين: جيلٌ تعنيه فلسطين ويعتزّ بما يحدث، وجيل الشباب الذي نسي القضيّة، باستثناء الإسلاميين العقائديين، لذلك نراه غير آبهٍ بهذه البطولات»، لافتاً إلى أن معظم الاحتفالات أقامتها «الجماعة»، وكان الحضور في الغالب «خجولاً».