كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
ليس حزب الله وحده مَن ينشط في الجنوب عسكريا، خارقا القرار 1701. بل ان فصائل فلسطينية باتت تتحرك ايضا بلا خجل او أقنعة في هذه المنطقة “اللبنانية” الهوية والانتماء. بعد ظهر الاثنين، هي كانت “ساحة” لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
فقد اعلنت في بيان صادر عنها الثلثاء أنها تمكنت يوم أمس (الاثنين) من اقتحام أحد مواقع الاحتلال شمال فلسطين المحتلة، ما أسفر عن مقتل ضابطين إسرائيليين وإصابة 5 جنود. وصدر عن الحركة بيان جاء فيه: ضمن معركة طوفان الأقصى المستمرة، تعلن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن مجموعة من مقاتليها الأبطال في سرايا القدس، تمكنت، الاثنين، بعون الله وتوفيقه من اقتحام أحد مواقع الاحتلال شمال فلسطين المحتلة، ونفذت اشتباكاً مسلحاً من نقطة صفر، ما أسفر عن مقتل ضابطين صهيونيين أحدهما نائب قائد اللواء 300 في جيش الاحتلال، وإصابة خمسة من الجنود بجراح مختلفة.
اما امس، فأعلنت “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية تبنيها إطلاق صواريخ من لبنان تجاه منطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل. وقالت “القسام” في بيان: “خطونا خطوة على طريق التحرير والعودة بقصف صاروخي مُركز على مغتصبات الجليل الغربي، من جنوب لبنان”. وأضافت “سيتواصل عملنا المقاوم حتى اندحار الاحتلال والعدوان وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والتحرير وتطهير الأقصى المبارك واستعادة القدس والمقدسات وتحقيق حقنا في العودة والإفراج عن أسرانا وكسر الحصار عن غزة”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن الخطير في ما جرى ليس فقط في أن تصرّف الجهاد الاسلامي او كتائب القسام، كان يُمكن ان يفتح ابواب حرب جديدة على لبنان هو في غنى عنها اليوم، مُلحِقا اياه بالجحيم المفتوح في الاراضي المحتلة، بل يكمن في ان الدولة اللبنانية كانت أكبر ضحايا العملية العسكرية، الى جانب “الضابطين الصهيونيين” اللذين تحدث عنهما بيان “الحركة”.
فهذه العمليات التي أتت انطلاقا من مبدأ “وحدة الساحات” التي قررت الفصائل ان لبنان إحداها، لم تُسأل الدولة اللبنانية عنها ولا كانت في صورتها او على علم بها قبل حصولها. اذا كان حزب الله “يفتح على حسابو” في الجنوب، فإننا قد نهضم الامر ولو بصعوبة، تقول المصادر، لكن ان تقرر فصائل فلسطينية غير لبنانية، ان تجرّ لبنان الى حرب، فـ”القصة كبيرة جدا” هنا، ولا يمكن او لا يجب ان ترتضيها ايُ دولة في العالم.. فهل تسكت عنها حكومتنا؟!
والانكى، تتابع المصادر، ان العمليات في الجنوب سبقتها مواقف لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال فيها ان “الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”.
فهل ستضرب الحكومة التي تجتمع غدا، بيد من حديد وتنتفض لسيادتها وتحمي لبنان من الاسوأ، ام انها ستكتفي بالبيانات والشعارات وتترك البلد على شفير الهاوية ساحة سائبة لجيوش غير شرعية غير لبنانية تسرح وتمرح على اراضيها؟