كتبت ايفا أبي حيدر في “الجمهورية”:
وصلت امس أعمال الحفر في البلوك 9 إلى النقطة المرجوة فكانت الصدمة: لا مكمن للغاز في هذا الحقل الذي هو حقل قانا، لتعيد هذه النتيجة التذكير بنتائج البلوك رقم 4 الذي أُغلق ايضاً بعدما تبين أن لا اكتشاف غاز فيه.
بعد كل النزاعات والتجاذبات التي أدّت إلى التأخّر في البدء بالتنقيب عن النفط في بلوكات لبنان، وبعد كل الآمال التي كانت معقودة على الغاز الموعود في بحر لبنان لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية، تبين امس أن لا مكمن تجارياً في حقل قانا الموجود في البلوك 9. صدمة عاشها اولاً الطاقم الموجود على منصّة الحفر، ولن تلبث هذه الأجواء السلبية ان تنكشف للعلن في الايام المقبلة، عندما سيتمّ الإعلان عن هذه النتائج رسمياً. لكن هنا لا بدّ من التوضيح انّ النقطة التي اختارت «توتال» الحفر فيها تبيّن أن لا وجود فيها للغاز، الاّ انّ هذا لا يعني انّ الغاز ليس موجوداً انما في نقطة اخرى من الحقل، الاّ انّ ذلك سيتطلّب اولاً قراراً من «توتال» بإعادة الحفر في البلوك نفسه انما في غير نقطة.
وفي السياق، شرحت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» كيفية تكوّن الغاز في الارض، فقالت: «انّ source rock ينتج عبر ملايين السنين المواد الهيدروكربونية، وعندما تتولّد هذه المواد تتسرّب بالارض وتدفعها باتجاه الاعلى حتى تصل إلى طبقة صخرية تسمّى بالعازلة اي impermeable بحيث لا يمكن للغاز ان يخترقها، وبالتالي كلما اصطدم الغاز بهذه الصخرة كلما تجمّع أكثر فأكثر، فتتراكم الكمية ويزداد الضغط. وعندما تبدأ المنّصة بالحفر للتنقيب عن الغاز تحاول ان تخرق الطبقة العليا من هذه الصخرة caprock للوصول الى المكمن الذي يفترض في حال وجود الغاز ان يكون ممتلئاً من قسمه الأعلى، فيُقال عندها انّ لدينا مكمن غاز، الّا انّه تبين أمس انّ في نقطة الحفر المرجوة التي وصلت اليها «توتال» أن لا وجود للغاز».
وأكّدت المصادر، انّه «طالما لم يتبيّن وجود غاز في الاعلى فلا لزوم لاستكمال الحفر، لأنّه كما سبق وقلنا فإنّ الغاز يصعد الى الاعلى ولا يبقى مسطحاً في الارض».
ولفتت المصادر، الى انّ المسوحات الزلزالية التي سبق واجرتها «توتال» قبل الشروع بالحفر أظهرت احتمال ان يكون لدينا غاز، الّا انّ النتائج اظهرت عكس ذلك.
ورداً على سؤال، عن المرحلة المقبلة او ماذا بعد عدم اكتشاف الغاز، قالت المصادر: «انّ العقد مع «توتال» نصّ على حفر بئر واحدة، و»توتال» حتى الساعة التزمت بالعقد، لكن ماذا ستقرّر بعد ذلك، فلا يمكن التكهن منذ الآن، الاّ انّ الأكيد انّ هذه البئر سيتمّ اغلاقها خلال اسبوعين، اما اذا قرّرت «توتال» الحفر في نقطة أخرى في البلوك نفسه فستكون خطوة مرحباً بها جداً من قِبل لبنان، الّا انّ هذه الخطوة لن تكون فورية، فالمنصّة ستبدأ بفكفكة المعدات للرحيل، وهي ستتجّه بحلول نهاية الشهر الجاري الى قبرص للبدء بأعمال حفر هناك، مستبعداً ان تعود الى لبنان قبل عام في حال ارتأت معاودة الحفر انما بنقطة اخرى».
وذكرت المصادر، انّ احتمال توفّر بئر بمكمن غاز عالمياً هو 1 على 4، اي كل حفر لاربعة آبار يتواجد الغاز في واحدة منها.