كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
طغى التصعيد الناري على الجبهة الجنوبية والتخوّف من اشتعالها على الملفات المهمة والحساسة في الداخل اللبناني، سواء رئاسة الجمهورية أو النزوح السوري، وسط تساؤلات عن الغياب الرسمي عن واجهة المشهد واسباب عدم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري رؤساء الكتل الى اجتماع تشاوري في مجلس النواب لتدارس الوضع في ضوء التطورات ودرس الاحتمالات والمواقف المفترض ان يتخذها لبنان لمواجهة المخاطر المحدقة والاستحقاقات، لأن غياب المسؤولين والمؤسسات عن الحدث ستكون له تداعيات خطيرة على الداخل. خاصة وان الرئيس بري أصر مراراً على عقد جلسات تشاور وحوار حول ملف انتخاب رئيس جمهورية فهل ان الخطر المحدق بالبلاد لا يستأهل تشاوراً نيابياً؟
عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قبلان قبلان يقول لـ”المركزية”: “حكما يجب عقد اجتماع، لكن هناك أفرقاء في البلد يعتبرون ان اجتماع المجلس النيابي غير مطلوب أو مقبول”. وسأل قبلان: “مَن لا يحضر اجتماعات رئيسية تتعلّق بالتشريع والقوانين، هل سيشارك في اجتماع كهذا في حال تمت الدعوة إليه؟ خصوصا وان بعض الكتل النيابية الاساسية تعتبر ان الاجتماعات غير مطلوبة بل بالعكس”.
ويؤكد قبلان ان “الوضع يقتضي اجتماع المجلس لمناقشة التطورات والتباحث حول المستجدات، لكنني أعتقد ان الكتل الاساسية لن تلبي، وبالتالي لا دعوة لاجتماعات في الوقت الحاضر لدرس هذا الموضوع. لننتظر غداً ونرى إذا ما كانت الكتل ستلبي دعوة الرئيس بري لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين واعضاء اللجان النيابية، وهذا يُعتبَر اجتماعا دستوريا تلقائيا، حيث من المفترض دستورياً أن تجتمع الكتل النيابية كلها لإعادة انتخاب اللجان. عندما لا يلبي بعض النواب الاجتماعات الدستورية الاساسية الملزمة للمجلس ويتعاطون معها بهذا الاسلوب، فكيف بالحري في أماكن أخرى. لسنا متفائلين بأنهم سيلبون الدعوة”.
ويضيف: “الرئيس بري يتواصل مع الجميع، وعندما يجد ان الأجواء مناسبة، لن يتأخر عن عقد اجتماع لهذه الغاية، خاصة وأنه السبّاق دائما في دعوة المجلس الى اتخاذ مواقف مناسبة تتعلق بالوضع برمته”.
هل تتخوفون من جرّ لبنان إلى حرب، يجيب: “نتمنى وندعو لعدم حصول ذلك، لكن اسرائيل تعتبر ان لديها بوارج في البحر وتتمتع بدعم غربي مطلق وغير محدود، وتعتبر ان لديها فرصة لإدخال لبنان في حرب يعيد لها أمجاد الماضي، لكن هذا تفكير خاطئ ولن يوصل الى أي مكان. لكن في حال حصول حرب، فإن اللبنانيين سيواجهون وستخسر اسرائيل كما خسرت في السابق. تحاول اسرائيل جرنا، لكن التعاطي مع الملف حكيم جدا وواع وهو في إطار الرد على ممارسات الاحتلال وليس المبادرة في الوقت الحاضر”.