رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى، انه لم يكن كلام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من بيروت، بأن استمرار التعديات الإسرائيلية على قطاع غزة سيفتح كل الجبهات، مستغربا وخارجا عن المفهوم الإيراني للدولة اللبنانية، وذلك لاعتباره ان عبداللهيان تحدث من موقع الواثق بأن لبنان كناية عن حديقة خلفية لإيران، وبأن بيروت إحدى العواصم العربية الـ 4 بعد بغداد ودمشق وصنعاء، التي تسيطر عليها طهران وتمسك بقرارها، معتبرا بالتالي ان عبداللهيان لم يتعاط مع لبنان الدولة والكيان المستقل إلا وفقا لإنجازات حزب الله في تقويض السلطة اللبنانية، وأن قرار دخول لبنان الحرب ضد إسرائيل من عدمه، موجود لدى طهران، وبأن الحكومة اللبنانية مجرد مؤسسة صورية ليس إلا.
ولفت متى في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان مجازر إسرائيل ضد غزة، صناعة إيرانية بامتياز، وهي بالتالي حلقة من مسلسل إيراني أقل ما يقال فيه انه دموي لا يعرف للإنسانية أي مقام، فمن حزب الله في لبنان، الى حماس في غزة، الى الجيش الشعبي في العراق، الى الحوثيين في اليمن، كلها حركات عسكرية تنظيمية واحدة، تتحرك كل منها وفقا للتعليمات والتوجيهات الإيرانية، وبالأسلوب الذي تراه طهران مناسبا لمسارها التخريبي والتدميري في المنطقة العربية، وهي الدليل القاطع على ان إيران لا تحارب بالإيرانيين، إنما بخيرة الشباب اللبناني والسوري والعراقي واليمني، تحت غطاء سمي زورا بالمقاومة، وبشعار محق فلسطينيا وعربيا، إنما أرادت منه طهران باطلا، ألا وهو الموت لإسرائيل.
وعليه، أكد متى ان المطلوب اليوم أمميا، الضغط على إسرائيل لوقف نهر الدماء ومسلسل العنف في غزة، والمطلوب محليا ومن حزب الله تحديدا، عدم توريط لبنان في حرب لا قدرة له على خوضها وتحمل نتائجها، متوجها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالقول: «انت تعلم يا سيد حسن ان توريط لبنان في معركة عسكرية ضد إسرائيل وغيرها، سيقضي لا محال على ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية، فلا حزبك ولا مرجعياته في إيران، ولا أي من الأحزاب والحركات الإيرانية المسلحة في المنطقة العربية، احرص على لبنان والقضية الفلسطينية والوحدة العربية، من اللبنانيين عموما، والقوات اللبنانية خصوصا، التي تناصر القضية وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعم حقه بأن يكون له دولته المستقلة، وأن يعيش بأمن وسلام أسوة بسائر شعوب الأرض، وذلك عملا بمقررات القمة العربية في بيروت، وباتفاقية أوسلو بقيام الدولتين كحل لابد منه لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، وبالتالي الصراع العربي – الإسرائيلي.
وردا على سؤال، ختم متى مؤكدا ان الحرب في غزة، من شأنها تحفيز انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد منعا لانزلاق لبنان إلى ما لا تحمد عقباه، لكن وللأسف، فالمزامير تقرأ على فريق لا هم له سوى التسلح وتوحيد ساحات القتال عملا بالأجندة الإيرانية في لبنان والمنطقة العربية، كفاكم ضربا للإنسان اللبناني والعربي، كفاكم التحاقا بسياسات لا طائل منها، ولا تنتج سوى الدمار والموت والقبور والهجرة والجوع والفقر والبطالة.