كشف تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست”، أن الجيش الإسرائيلي، قام بتأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة، بعد تصاعد التوتر والقلق من أن ينتهز “حزب الله” فرصة الانشغال جنوباً، وشن هجوم في الشمال.
ووفقا لتقرير الصحيفة، “بدا واضحاً وضوح عين الشمس يوم الخميس، أن غزو الجيش الإسرائيلي لغزة سيبدأ إما الجمعة أو السبت، وكان الجيش الإسرائيلي قد أعطى مواعيد نهائية معينة للفلسطينيين لإخلاء شمال غزة، على أن تنتهي هذه المواعيد بحلول منتصف نهار الجمعة”.
وأضاف التقرير: “بدأ قرع طبول الغزو في وقت مبكر من الأحد إلى الاثنين، حيث مهدت القوات الجوية الطريق بالفعل لعدة أيام من القصف المدمر، ومع ذلك، فقد وصلنا الآن إلى نهاية يوم الاثنين، وتشير العلامات (التي يمكن أن تكون أيضاً حرباً ًنفسية) إلى أن الغزو أصبح بعيداً، وليس وشيكاً بعد”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هناك عدداً من العوامل قد تسببت في تأخير الاجتياح البري، وقالت مصادر “جيروزاليم بوست”، إن أحد العوامل كان القلق المتزايد من أن “حزب الله” ينتظر اللحظة التي تنخرط فيها معظم قوات الجيش الإسرائيلي البرية بالقتال في غزة لفتح جبهة كاملة مع الجيش الإسرائيلي في الشمال.
وأوضح التقرير، تبعا لهذه الرواية، أن كون “حزب الله” لم يشارك في بداية الحرب صباح السبت 7 تشرين الأوّل، وأبقى هجماته على إسرائيل عند عتبة منخفضة إلى حد ما لا يثبت أنه تم ردعه، بل هو جزء من تزييف متقن لإغراء الجيش الإسرائيلي كي يشعر بالأمن الزائف، على غرار ما فعلته حركة “حماس” في الجنوب.
وتشير مصادر الصحيفة، إلى أن “المخابرات الإسرائيلية والمستوى السياسي يجب أن يكون لديهم مستوى جديد من التواضع بشأن تقييمهم لنوايا العدو بعد أن فقدوا الدفة مع حماس في الجنوب”.
وأضاف التقرير، أن “هذا لن يمنع الجيش الإسرائيلي من غزو قطاع غزة، لكنه ربما يكون قد تسبب في تأخير التحقق بشكل أفضل من الإشارات المتعلقة بنوايا حزب الله، فضلا عن تعزيز القوات الشمالية في حالة حدوث الأسوأ”.
وبحسب الصحيفة، هناك أيضا اعتراف عميق داخل الجيش الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، بأن الجيش لم يفعل شيئاً كهذا منذ عقود، وأن الاندفاع إلى التدخل من دون استعداد، لمجرد إشباع تعطش السكان للانتقام بشكل أسرع، يمكن أن يكون خطأً كبيراً.
وذّكر التقرير بما حصل في الحرب على لبنان عام 2006 وغزة 2008 و2014، وقالت: “من هذا المنظور، كان الغزو البري لحرب لبنان الثانية عام 2006 عبارة عن فوضى كاملة، حيث كانت القوة الجوية هي الجزء الناجح، وكان غزو غزة في 2008-2009 و2014 أكثر رمزية”.
وأضاف التقرير: “بعبارة أخرى، مع كل “جولات” الصراع العديدة، لا ينبغي لجيش الدفاع الإسرائيلي أن يكون مفرطاً في الثقة بموهبته في القيام بعمليات غزو برية واسعة النطاق”.
وأوضحت الصحيفة “الاستراتيجية الإسرائيلية ضد حماس”، مشيرة إلى أنه في حين أن تحقيق “مفاجأة” استراتيجية سيكون مستحيلاً نظريًّا لأن “حماس” هي التي بدأت هذه الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي يرغب أيضا في تحقيق مفاجأة تكتيكية على الأقل ضد الحركة الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب تخطيطاً كبيراً.
وأشار التقرير إلى أن هناك عدداً من عوامل التأخير الأخرى للاجتياح البري، التي يمكن أن تشمل الضغط الأميركي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والمخاوف الداخلية بشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإعطاء المزيد من الوقت للفلسطينيين المدنيين للإخلاء.
وهناك عامل آخر يتمثل في استجابة الولايات المتحدة والعالم حتى الآن، إذ إن إسرائيل تشعر في الوقت الحالي بدعم كبير ولديها المزيد من الوقت للعمل والتعامل مع “حماس”، لكن أحد الأسئلة التي تطرح في هذه المرحلة هو ما إذا كان كبار قادة الجيش الإسرائيلي والقادة المدنيين يسيئون تقدير اللحظة الزمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللحظة الثانية التي ستتضخم فيها هذه أرقام الضحايا، والتي من المرجح أن تبدأ عندما يبدأ الغزو بطريقة حقيقية، سترافقها ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقف الغزو.
كما أكدت الصحيفة من مصادر عدة، أنه لم يقرر أحد بعد ما الذي سيحدث لغزة بعد أن يطيح الجيش الإسرائيلي بحكم “حماس”، هذا وجميع العوامل الأخرى المذكورة أعلاه تركت كبار المسؤولين الإسرائيليين يتلهفون للحصول على صيغ تفضيل جديدة لما سيفعلونه بـ “حماس”.. بينما ما زالوا في الأساس لم يفعلوا سوى القليل جدا من الأشياء الجديدة مدى أسبوع تقريباً.