كتبت دموع الأسمر في “الديار”:
كارثة كبرى حلت بمدينة طرابلس ليل الاحد – الاثنين، ادت الى تفاقم الازمات المعيشية والاقتصادية، في مدينة يعاني اهلها على مختلف المستويات. كأن طرابلس لم يكفها الازمات والكوارث، فحلت كارثة الحريق الكبير الذي التهم سوق البالة والخضر عند جسر نهر ابوعلي، امتدادا من باب الحديد وفوق سقف نهر ابو علي.
فقد اندلعت فجأة النار في خيم وبسطات بالات الالبسة والاحذية المستعملة والجديدة، والعائدة لتجار صغار وصغار الباعة الذين يعتاشون من السوق ويشكل لهم مورد رزق وحيدا، وهي الكارثة التي ستترك بصماتها على مئات العائلات من ذوي الدخل المحدود.
ليل الاحد ولحظة اندلاع النار، ارتفعت صيحات وصرخات اصحاب البسطات والخيم ونداءاتهم لانقاذ مصدر عيشهم. وفي الوقت الذي كانت النيران تلتهم فيه الخيم والبضائع مع انفجار قوارير الغاز، كانت رشقات الرصاص السبيل الوحيد للفت انظار المسؤولين وطلب النجدة.
وذكرت مصادر اصحاب البسطات ان الدفاع المدني تأخر في الوصول الى موقع الحريق، بينما شارك الدفاع المدني الفلسطيني في اخماده.
حتى اللحظة لم تسفر التحقيقات عن كشف اسباب الحريق، وعما اذا كان مفتعلا ام مجرد حادث قضاء وقدر، في حين تعتقد مصادر ان السبب الرئيسي هو مسّ كهربائي اذا حسنت النيات…
ولكن البعض الآخر يعرب عن اعتقاده انه مفتعل باستهداف للبسطات والخيم المخالفة في تلك المنطقة، والتي لطالما تلقت طلبات ازالة من البلدية ونقلها الى مكان آخر، باعتبار ان هذه البسطات تشوّه محيط الجسر الخاضع لمشروع الارث الثقافي في محيط القلعة.
ووجهت نداءات الى الهيئة العليا للإغاثة وللمجلس البلدي لاقرار تعويضات لاصحاب البسطات، لان الحريق يشكل نكبة حقيقية للعائلات المستفيدة من هذه البسطات في ظل الظروف المعيشية والمالية الخانقة.
وكان رئيس “اتحاد نقابات العمال والمستخدمين” في الشمال شادي السيد قد اوضح ان الاتحاد كان دائما من دعاة تنظيم عمل البسطات في مدينة طرابلس ولوضع خطه عملانية توفر مصالح هذه الفئة من المستفيدين، وتؤمن ايضا الانتظام العام الذي يجب ان يراعى في كل الاحوال.
ودعا باسم الاتحاد الى كشف ملابسات الحريق، وانزال العقاب بالفاعلين.
كما طالب بمشروع جدي وحيوي ومفيد للمدينة ينظم عمل البسطات ويوفر على هذه الفئة من المستفيدين الخسائر، التي هم في غنى عنها في هذه الظروف، مع الحرص على جمالية مدينة طرابلس، وعلى ضرورة اخضاع كل المدينة لخطة سياحية تجارية، فلا تقضي التجارة والمصالح على وجه المدينة وعلى ما يفترض ان يكون على المستوى السياحي.
واكد انه مع اي توجه يخدم مدينة طرابلس ويخدم مصالح الفئة المسحوقة التي تحصل قوت يومها على الساعة. واضاف: لا ننسى ان هناك فئة من العمال تعتمد على هذه البسطات، وهي فئة مسحوقة ونريد لها ان تبقى في عملها، والا يكون سوق البطالة هو السوق الذي تضطر ان تذهب اليه بعد توقف العمل او منع هذه البسطات او حرقها او الاعتداء عليها.