كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
الحرب الإسرائيلية على غزة وارتكاب المزيد من المجازر بحقّ المدنيين والأبرياء، أرخيا بظلال الغضب على أبناء المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وقد وزّعوا اهتمامهم وعيونهم شاخصة على جبهة فلسطين حيناً وعلى جبهة الجنوب اللبناني حيناً آخر.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تبدّلت يوميات أبناء المخيّمات رأساً على عقب، لم يكتفوا بمتابعة الأخبار عبر شاشات التلفزة ولا تنظيم المسيرات والوقفات التضامنية، بل رقصوا فرحاً على أصوات أزيز رصاص غزّة ثم رقصوا ألماً وحزناً على دم شهداء وجرحى غزّة، وفي كلتا الحالتين بعثوا رسالة واضحة مؤدّاها «المخيّمات لن تقف مكتوفة الأيدي في معركة التحرير والعودة».
وأكد القيادي العسكري الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح لـ»نداء الوطن» أنّ «الشعب الفلسطيني في المخيّمات وفي أماكن الانتشار في حالة نفير عام، ولا يكتفي بمواكبة التطوّرات سواء في فلسطين المحتلة أم جنوب لبنان، بل هو على استعداد للقتال في الجليل الأعلى ضمن معركة «طوفان الأقصى» التي يعتبرها معركة التحرير والعودة».
وأوضح المقدح «أنّ أهمّ سلاح في هذه المعركة هو الوحدة الوطنية، وقد تجلّت في الداخل بقتال قوى المقاومة على اختلاف انتماءاتها الاحتلال، جنباً إلى جنب، وفي الخارج بتنظيم المسيرات الموحّدة والوقفات الاحتجاجية لنصرة غزة وصمود شعبها رغم كل المجازر الوحشية، فالشعب الفلسطيني يعتبر هذا الطوفان معركة التحرير والعودة».
ووجه المقدح رسالة إلى المجتمع الدولي والدول الداعمة لإسرائيل، قائلاً: «لقد هرعت أميركا ودول أوروبا لدعم الاحتلال الإسرائيلي، نقول لهم نحن لا نخشى التهديدات وسنحوّل البوارج الحربية خطّاً عكسياً لنقل المستوطنين وجنود الاحتلال هرباً من فلسطين المحتلة تحت ضربات المقاومة. هذه الأرض لنا، هذه المقدّسات لنا، وأنتم مَن سوف تخرجون من أرضنا».
بالمقابل، اعتبر مسؤول العلاقات الوطنية لحركة «حماس» في لبنان أيمن شناعة لـ»نداء الوطن» أنّ «التفاعل السريع مع معركة «طوفان الأقصى» دلّت على أصالة وانتماء الشعب الفلسطيني في المخيّمات إلى قضيته ومقاومته، أبصارهم شاخصة إلى غزة والضفة وكل فلسطين وهي محطّ اهتمام». وأوضح «أن الشعب الفلسطيني في المخيّمات لم يكتف بتنظيم الوقفات والتظاهرات، بل اتّصل الكثير من أبنائها وخاصة من جيل الشباب طالباً الانخراط في المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي»، وقال «إن التهديدات الأميركية والأوروبية لن ترهب المقاومة فهي مصمّمة على تحرير الأرض والعودة»، منوّهاً «بالوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة بالميدان في الداخل وتنظيم النشاطات الداعمة في الخارج».
مخيّم عين الحلوة أكبر المخيّمات الفلسطينية في لبنان، أعلن النفير العام كما باقي المخيّمات، لقد استعاد أمنه وهدوءه مع بدء معركة «طوفان الأقصى»، يتفرّغ أبناؤه اليوم لدعم صمود غزة، ويقول علي موعد لـ»نداء الوطن»: «آن الأوان أن تفتح الحدود والجبهات، لقد اقترب وقت إسرائيل بالزوال». وتشدد آية نوفل على «وحدة المصير والمسار بين فلسطين ولبنان فبالمقاومة فقط نصنع الانتصار».
في المخيّم الذي ما زال يلملم جراح الاشتباكات العسكرية، ترفع الأعلام الفلسطينية في كل مكان، بينما لا تهدأ الأناشيد الوطنية في المكاتب وتجوب السيارات الشوارع الضيقة، تدعو حيناً إلى مسيرة سيارة أو وقفة تضامنية أو صلاة غائب أو دعاء للنصرة.
ويقول محمد حجير»إن عملية «طوفان الأقصى» تحمل الكثير من معاني النضال وستحدث تغييراً في حركة التاريخ وفي معركة الصراع العربي الإسرائيلي، لقد أثبتت المعركة أنّ القضية الفلسطينية لها مَن يحميها ومَن يدافع عنها، إنه الشعب ومقاومته لا يمكن أن يفرّط بوطنه وبقضيته وبحقوقه المشروعة».