IMLebanon

“طوفان الإنهيار”

كتب جان الفغالي في “نداء الوطن”:

يُسأل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن قرار السِلم والحرب، فيجيب سائله باستغراب: وهل نحن نملك قرار السِلم والحرب؟

يتحدث عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، من قطر، فيعطي «ملاحظات» على أداء «حزب الله»، متمنياً لو كان أداؤه أكثر فاعلية. يقول وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إنّ القرار في لبنان هو لـ»حزب الله»، في ما يتعلق بجبهة جنوب لبنان.

الجامع المشترك بين ما يقوله الرئيس ميقاتي وما يقوله خالد مشعل وما يقوله عبد اللهيان، هو أنّ الثلاثة، من حيث يدرون أو لا يدرون «يستوطون حيط الدولة» أو ما تبقَّى منها: ميقاتي لا يحكم، خالد مشعل لا يحترم دولة لبنان، عبد اللهيان يُطيح كل المعايير الديبلوماسية.

ما كان لكل ذلك أن يحصل لو أن هناك مَن يتجرأ على الجهر بحقيقة ما يجب أن يكون عليه الموقف اللبناني. الموقف اللبناني اليوم في وضع كارثي، تجتمع اللجنة الوزارية للكوارث لتتحضر وتستعد، ولكن ماذا في يدها لتستعد؟ أين خطة الطوارئ الصحية والاستشفائية؟ أين المستشفيات الميدانية؟ أين الأدوية الضرورية؟ مبنى من خمس طبقات يقع في بلدة المنصورية، فتستغرق الأجهزة المختصة قرابة الأيام الثلاثة لتسحب الضحايا من تحت الأنقاض، فماذا لو حصل أكثر من ذلك؟

في ذروة الأزمات والتصعيد، لا بد من موقف يُتخذ ويقول: لقد دفع لبنان بالنيابة عن العرب، وأكثر من كل العرب، ثمن احتضانه للقضية الفلسطينية، فتَح قلبه وأرضه وحدوده لصراعها مع إسرائيل التي دمَّرت البلد منذ العام 1968 حين دمّرت أسطول طيران الشرق الأوسط في مطار بيروت، وبسبب انحيازه للقضية الفلسطينية، عاقبت لبنان بدءاً من العام 1974 حين دافع الرئيس الراحل سليمان فرنجية عن القضية الفلسطينية من على أعلى منبر دولي في الأمم المتحدة في نيويورك، فماذا كانت النتيجة ؟ بالطبع الجميع يعرفها.

اليوم وصلنا إلى هنا، فمن هنا إلى أين؟

لبنان اليوم مختلف كلياً عما كان عليه عام 1975، وحتى الأعوام التي تلت: اليوم لا رئيس جمهورية، حكومة تصريف أعمال، وضع اقتصادي متدهور، إدارة مهترئة ومتحللة، ولكن ماذا بعد؟

كل التقارير تتحدث عن أنّ الحرب في جنوب لبنان مستبعدة، فإسرائيل منهمكة بغزة وغلاف غزة، وليس من مصلحتها، وربما ليس في قدرتها خوض حرب ثانية، لأنّ حرب غزة « كافية ووافية» في الوقت الراهن، لكن لا شيء مستبعداً، وكل شيء وارد. ففي أحيان كثيرة تخرج التطورات من ضوابطها، تماماً كما حدث في تموز 2006، لكن الآن على ما يبدو، الجميع، «حزب الله» وإسرائيل محتاطان ويتمسكان بقواعد الاشتباك.