كتبت لورا يمين في “المركزية”:
يبدو ان المنطقة بأسرها تتهيأ لمرحلة ساخنة في حال لم يتم ايجاد تسوية سريعة للحرب الدائرة في الاراضي المحتلة. ففي شكل متدرّج تتحرك اذرع ايران في الشرق الاوسط، بعد ان نبّهت الجمهورية الايرانية من انها لن تبقى مكتوفة الايدي اذا بقيت اسرائيل تصعّد ضد حركة حماس وغزة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
جبهة جنوب لبنان متوترة منذ اللحظات الاولى حيث بادر حزب الله الى توجيه صواريخه نحو شمال اسرائيل ولا يزال حتى اليوم منخرطا في مواجهات مع الجيش العبري وإن هي حتى الساعة، مضبوطة وضمن قواعد الاشتباك.
في الايام الماضية، أفيد أنّ “مجهولين قاموا بتفجير خط الغاز الواصل إلى معمل “كونيكو” للغاز الطبيعي، والذي يسيطر عليه الجيش الأميركي كقاعدة له في ريف محافظة ديرالزور الشمالي، شرقي سوريا”. وأتى هذا الاستهداف، بعد ساعات من إعلان “المقاومة الإسلامية في العراق” عن استهداف قاعدة التنف الأميركية في سوريا.
فقد هاجمت طائرات مسيرة تابعة لمجموعات موالية لإيران قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي في سوريا على الحدود مع العراق والأردن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “قاعدة التنف، التابعة لقوات التحالف الدولي ضمن منطقة الـ55 كيلومتر عند الحدود السورية-العراقية-الأردنية، بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، لهجوم من قبل 3 طائرات مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية، وذلك بعد ساعات من استنفار شهدته القاعدة من قبل قوات التحالف الدولي”. ووفقا للمرصد، فقد أدى الهجوم إلى إسقاط قوات التحالف الدولي لاثنتين من الطائرات المسيرة، بينما استهدفت واحدة القاعدة، ما أدى لأضرار مادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
الى ذلك، أسقطت مدمّرة أميركية في البحر الأحمر، الخميس، ثلاثة صواريخ أرض-أرض ومسيّرات عدّة أطلقها الحوثيون في اليمن “ويحتمل أنّها كانت موجّهة إلى أهداف في إسرائيل”، على ما أعلن البنتاغون. وقال متحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين، إنّ ثلاثة “صواريخ كروز للهجوم الأرضي وطائرات مسيّرة عدّة” جرى اعتراضها من قبل المدمّرة، مضيفا أن الهجوم تم شنه من اليمن، و”يحتمل أن يكون موجّهاً إلى أهداف في إسرائيل”. وكانت المدمّرة “يو اس اس كارني” تقوم بدورية في البحر الأحمر في إطار تعزيز الوجود العسكري الأميركي بموجب أوامر الرئيس جو بايدن للحفاظ على الاستقرار في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
كل هذه العمليات، تُعتبر رسائل تنبيهية تهويلية تُوجهها ايران الى واشنطن، لحثها على التدخل سريعا للجم حليفتها تل ابيب ومنعها من الذهاب أبعد في الحرب على غزة، ومن الدخول برا اليها او الاصرار على “اجتثاث” حماس و”إنهائها”، وهي الامور التي تلوّح بها وتتوعّد بها اسرائيل حماس. وطهران، في ما تفعله، إنما تٌفهم الولايات المتحدة انها جاهزة لكل السيناريوهات رغم الحشود الاميركية البحرية في المنطقة، وأنها اذا لم تتوقف ابادة حماس، فإن مصالح اميركا لن تبقى في منأى عن ضربات الايرانيين. اي انها تُبلغها بأنها جاهزة لحرب كبرى أيا تكن الاثمان.. فهل تنفع هذه السياسة الايرانية ام لن تنفع؟ الجواب للايام المقبلة، تختم المصادر.