IMLebanon

تغييب لبنان عن قمة القاهرة ولا بيان ختامياً

بدا لافتاً تغييب لبنان الرسمي عن “قمة القاهرة للسلام” أمس رغم كون مصر إحدى الدول العربية الأساسية المعنية دائماً بأوضاع لبنان والتي تظهر اهتماماً متواصلاً بمعالجة أزماته. ترك هذا الغياب أو التغييب، أصداء وتساؤلات لم تجد أجوبة وإيضاحات نظراً إلى عدم صدور بيانات توضح أسبابه ولو أنّ القمة لم تتوصل الى بيان ختامي بسبب التباينات بين المجموعتين العربية والغربية.

وأشارت “النهار” إلى أن “الانشداد إلى رصد الوضع في لبنان ترجمته واشنطن عبر البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية عن الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بالرئيس نجيب ميقاتي أمس”.
وقال المتحدث الرسمي في الخارجية الأميركية ماثيو ميللر: “تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس لتأكيد دعم الولايات المتحدة للشعب اللبناني وأشار إلى القلق المتزايد بشأن التوترات المتزايدة على طول الحدود الجنوبية للبنان. وأكد الوزير مجدّداً على أهمية احترام مصالح الشعب اللبناني، الذي سيتأثّر بانجرار لبنان إلى الصراع الذي أثاره هجوم “حماس” على إسرائيل. وأعرب بلينكن عن تعازيه لعائلات المدنيين اللبنانيين الذين فقدوا أرواحهم بشكل مأساوي نتيجة للنزاع، وشدد على استمرار دعم الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، الضامنين الشرعيين الوحيدين لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه”.

في غضون ذلك، لم يتبدّل شيء كثير في الواقع الميداني الذي يشهده الجنوب يوميّاً وتسخن معه خطوط تبادل القصف الصاروخي والمدفعي عبر الخط الأزرق. ويبدو أنّ الأيام المقبلة ستشهد تركيزاً متصاعداً على زيادة الاستعدادات الطارئة على مستوى الوزارات والإدارات كافة وفق الخطط التي وافق عليها مجلس الوزراء الأسبوع الفائت بما يؤشر إلى ارتفاع منسوب الجدية في الاستعدادات الى ذروته في ظل المخاوف المتصاعدة المتأتية عن التصعيد الميداني الجاري عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وثمة انعكاس أيضاً في هذا السياق لما يحمله الموفدون الغربيون الى لبنان كما للاتصالات الكثيفة الجارية عربيّاً ودوليّاً مع لبنان والتي تجمع على التحذير من تورّط “حزب الله” في حرب واسعة مع إسرائيل بما شكّلته واقعيّاً هذه التحذيرات، مع دعوات الدول لرعاياها لعدم التوجه إلى لبنان، من مؤشر واضح حيال عدم استبعاد نشوب حرب تطاول لبنان بنيرانها. وإذا كانت أوساط محلية عدة تراهن على تراجع حدة الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزّة بما يؤثر إيجاباً على تراجع اخطار المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله”، فإنّ هذه الرهانات تهتزّ ولا تُشكّل ضمانات كافية في ظل معالم تصعيد الهجمات في غزة.