كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
الدولُ العاملة على خط منع انخراط حزب الله في الحرب الدائرة في الأراضي المحتلة، كثيرة، لكن أبرزها في طبيعة الحال، الولايات المتحدة الأميركية. الجمعة الماضي، برز اتصال وزير خارجيتها انتوني بلينكن برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والبيان الذي صدر عن الخارجية حول فحواه. فقد قالت الخارجية الأميركية السبت إن الوزير بلينكن أبلغ ميقاتي بضرورة احترام مصالح شعبه الذي سيتأثر إذا انجرت البلاد إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وأفاد المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر في بيان بأن بلينكن أكد لميقاتي في مكالمة، دعم الولايات المتحدة للشعب اللبناني، وأشار إلى القلق المتزايد بشأن التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية للبنان.
اما الاحد، فقال ميقاتي، إن الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها بيروت دوليا وعربيا واللقاءات المحلية، مستمرة، بهدف وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديدا، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة إليه. وأوضح “إنني أتفهم شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين من جراء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان، لكنني لن أتوانى عن بذل كل الجهود لحماية لبنان”. وتابع رئيس الحكومة “الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، لكننا في الوقت ذاته مطمئنون إلى أن اصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع إلى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ”. وأضاف ” كذلك فإن التدابير المتخذة في المطار ومن قبل شركة طيران الشرق الأوسط هي أيضا من باب الوقاية والحذر، والاعتبارات المتعلقة بإدارة المخاطر، ولم نتلق أي معطيات تفيد بأي أمر جلل قد يحصل في المطار، وبإذن الله ستكون التدابير الاستثنائية لفترة وجيزة ليعود بعدها الوضع إلى طبيعته”.
كلام ميقاتي هذا، الذي يأتي في أعقاب المكالمة الهاتفية مع بلينكن، فيه لفحة تطمينٍ وتبريدٍ لأعصاب اللبنانيين المشدودة، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. وفي مواقفه، هو يبدو الى حد كبير، كَمَن يضع الامور في نصابها، ويُبلغ اللبنانيين ان ما تفعله الحكومة وقائيٌ استباقي فقط، ولا يعني ان الحرب حاصلة حتما ولا ان لبنان يقترب منها.
فهل يمكن القول ان لبنان الرسمي، تلقّى عبر الحركة الدبلوماسية الواسعة التي يشهدها، نوعا من التطمينات مِن قبل العواصم الكبرى ومِن واشنطن تحديدا، بأن تل ابيب لن تكون المبادرة الى فتح حرب مع لبنان، وبأن الولايات المتحدة تعمل على إقناعها ومنعها من الذهاب نحو اي تصعيد مِن هذا القبيل، وبأنها نجحت الى حد ما في مسعاها التهدوي هذا، بدليل تريث اسرائيل في العملية البرية في غزة؟ ربما… اليقين والجواب الحاسم لن يظهرا إلا في قابل الايام وستحددهما المعطيات الميدانية والسياسية ساعة بساعة، تختم المصادر.