IMLebanon

“الحزب” يبرر تصرفاته: حسابات وطنية أم إيرانية؟!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

بدا حزب الله في الساعات الماضية وكأنه يبرر اسباب عدم ذهابه أبعد حتى الساعة، في المواجهة الدائرة في الاراضي المحتلة. هو غطّى هذا التبرير، بالقول انه ليس مضطرا للرد على “الثرثارين”، غير انه في الواقع، ردّ عليهم.

فقد شدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على “أننا جزء من التصدي لهذه العدوانية، ونحن لا نقصر ولم نقصر، والخبير يعرف أهمية ما نفعل، لكن نحن لسنا معنيين بأن نواكب ثرثرات المثرثرين هنا وهناك، ولسنا معنيين بأن نقدم كشف حساب لما نفعله لأحد على الإطلاق، كشفنا نقدمه لله… لسنا طرفاً مراقباً، ونقوم بما علينا وفق رؤيتنا التي تنصر قضيتنا المركزية وتحمي شعبنا وتضعف الضغط لعدونا وتمنع عدوانيته وتحمي بلدنا وأهلنا أيضا، نحن لا نفرط بشيء من أجل شيء بل نتحرك في ضوء رؤية واضحة يمكن أن تحقق الهدف السياسي الذي ننشد ونريد، العدو لن ينتصر في غزة وليدمر ما يدمر، فالتدمير ليس انتصاراً بل التدمير سيزيد عزلته وسيعيد كل مشاريع التطبيع معه إلى الخلف، وبدل أن يشغل بعض الثرثارين ألسنتهم وأدمغتهم في البحث عن دور المقاومة في لبنان في دعم غزة وقضيتها وأهلها، فليطالبوا النظام العربي من أجل أن يلغي من مشروعية التطبيع الحاصل بينه وبين العدو الصهيوني”.

بدوره، عقد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله مؤتمرا صحافيا خصصه للاغراض “التبريرية” ذاتها وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، اشار فيه الى ان “العدو كان يخطط لاستهداف بلدنا، لكن الأميركي الذي يدير الحرب جعله يتراجع، خشية منه أن يلحق بالعدو هزيمة أخرى تضاف إلى هزيمته الحالية”، مشيرًا إلى أنّ “العدو يدرك سلفًا أن في لبنان قوة المقاومة وجهوزيتها”. ولفت إلى أنّ “المقاومة التي تواجه العدو تضع مصلحة لبنان وشعبه في رأس أولوياتها، وهذه المصلحة تقتضي منع أهداف العدو في غزة، لأنه يهدف إلى إحداث تغييرات في المنطقة، ولبنان من مصلحته أن يمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة”.  وأشار إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، “يتابع ساعة بساعة مجريات المواجهة في الجنوب وغزة ويشرف على إدارة المعركة مع القادة الميدانيين”، مضيفا “غياب وحضور السيد نصرالله الإعلامي “جزء من إدارة المعركة”.

وفق المصادر، هذا الكلام موجه على الارجح الى جماهير الحزب، التي كانت تتوقع منه انخراطا اقوى وافعل في المعركة سيما بعد ان كدس الصواريخ والسلاح لسنوات وجند العناصر حتى بات عددهم “ماءة الف مقاتل” على حد تعبير نصرالله، استعدادا لحرب بهذا الحجم. لكن عندما دقّت ساعتها، اكتفى الحزب – حتى اللحظة – بإلهاء الجيش الاسرائيلي في الجبهة الشمالية، من دون ان يستخدم ترسانته وصواريخه الدقيقة والمتطورة.. هذا ما تريده طهران اليوم، تقول المصادر، وطالما لم يتغيّر الموقف الايراني هذا، فإن الحزب سيبقى يحصر مشاركته بالمواجهة، بالمناوشات التي نراها اليوم.

لكن في جانب آخر من هذا المشهد، تقول المصادر ان من الضروري الاشادة بحديث قيادات الحزب عن “المصلحة الوطنية” التي تحكم قرارات الحزب وتوجّهاته. فهل يمكن اعتبار ان الضاحية ستأخذ في الحسبان الوضعَ اللبناني المهترئ اقتصاديا وماليا من جهة وغياب الغطاء الداخلي لاي حرب من جهة ثانية، قبل الاقدام على اي خطوة تُلحق لبنان بركب نيران غزة، ام ان متى تأتي كلمة السر من ايران، سيدير ظهره لكل الاعتبارات المحلية؟!