جاء في “المركزية”:
يعقد اجتماع وزاري تشاوري بعد ظهر اليوم في السراي للبحث في رزمة ملفات وقضايا ذات اهمية، منها ملف النزوح السوري. في هذا الاطار، سيضع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الحضور في صورة محادثاته مع نظيره السوري فيصل المقداد. فهل يمكن ان نشهد تبدلا ايجابيا في منحى هذه الازمة التي اتخذت في الاشهر الماضية أشكالا خطيرة حيث باتت تتهدد لبنان ديموغرافيا واقتصاديا و”هوية”، مع موجات النزوح الجديدة التي تدفقت الى لبنان بطرق غير شرعية؟
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع بوحبيب – المقداد، لا يدعو الى التفاؤل. فقد حمل تعابيرَ فضفاضة خشبية، تبدأ بتأكيد الرغبة اللبنانية الصادقة بزيارة سوريا والترحيب السوري ولا تنتهي بادراج ملف النزوح في قعر البيان، وكأن القضية ثانوية، من دون اي آلية تنفيذية عملية، كما انه حمّل المجتمعَ الدولي مسؤولية عرقلة عودة النازحين… وجاء في البيان : تدارس الجانبان الهدف من هذه الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، وشددا على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. شرح الوزير المقداد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار وتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سوريا ترحب بجميع أبنائها وتتطلع لعودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك. أعرب الوزير بو حبيب عن امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
فماذا يعني التعاون المشترك ؟ تسأل المصادر.. وما هي الاجراءات التي اتخذتها دمشق لتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، والتي اعرب بو حبيب عن تقديره لها؟ هل طلب بوحبيب من نظيره ان تقوم حكومته باقفال حدودها بإحكام مع لبنان وبالاقلاع عن سياسة غض الطرف لا بل عن سياسة “تغطية” عبور السوريين من سوريا الى لبنان؟
بحسب المصادر، فإن المقداد حاول الايحاء بأن لا بد من حملة لبنانية – سورية مشتركة تتحرك على الصعيد الدولي، لاقناع العواصم الكبرى بأن لا بد لها من تسهيل هذه العودة، ومن ان تشارك ايضا في عملية اعادة اعمار سوريا، لأن لا يمكن لهذه العودة ان تتحقق طالما الموقف الدولي من العودة على حاله.
اذا كانت هذه هي الحال، تتابع المصادر، فإن الازمة ستبقى تتفاقم، وسيبقى الجيش وحيدا يجهد للتصدي لها. اما المطلوب، فتشددٌ لبناني رسمي وزاري في مواجهة استباحة لبنان وسيادته، عبر وضع خطة عملية للمباشرة في اطلاق قطار اعادة السوريين من جهة ومنع دخول سوريين اضافيين من جهة ثانية.