IMLebanon

بيان لـ”الجبهة المسيحية” عن أوضاع الجنوب

توقّفت “الجبهة المسيحيّة”، إثر اجتماعها الدَّوري في مقرّها بالأشرفية، عند الأحوال الإقتصادية المزرية التي وصل إليها لبنان بحيث أصبح الهدر العام في مداخيل الدولة ومصروفاتها سياسة معتمدة تعتاش عليها الطغمة الحاكمة على حساب أولويّة توفير لقمة عيش المواطن وسائر إحتياجاته.

وحول احتمال إنفجار الوضع العسكري الميداني في الجنوب بين حزب الله في لبنان وإسرائيل، رأت “الجبهة المسيحية” تفاقماً وتمادياً وتسابقاً لاهثاً على خطابات المزايدات الرخيصة وغير المسؤولة، التي من شأنها أن تؤدي إلى فتح المناطق المسيحيّة والدرزية والسنية بيوتها لاستقبال النازحين من بيئة “حزب الله” بسبب استمرار القصف المتبادل.

وأكدت “الجبهة” كذب وخداع هذه الخطابات التي تنضح بالتملّق والنفاق بشكلٍ متمادٍ يخفي وراءه الكثير من الأهداف الخبيثة.

وروت “الجبهة المسيحيّة” لحزب الله الحقيقة الكاملة التي يتوجب عليه أن يعرفها دون مواربة:

“فلصعوبة تحديد من هو موالٍ ومتعاطف مع الحزب وبين معارضٍ له في بيئته، يشكّل استقبال النازحين منهم في غير مناطقه، يعني الترحيب بحزب الله الإيراني، وليس ترحيباً واحتضاناً لمواطنٍ لبناني رغم أنه لا يسعنا إلّا الوقوف إلى جانبه والإهتمام به.

فهم مثلاً من الذين اقترعوا خلال الإنتخابات لميليشيا “حزب الله” فحصد مع “حركة أمل” جميع مقاعد الشيعة في البرلمان، بالرغم من كل ما شابَ عملية الإنتخاب الديمقراطية من مخالفات وتهويل وتهديد.

وهم أيضاً من يضحّون بأبنائهم كرمى للحزب كمشاريع موت في غيرِ سبيل الوطن، كما يهللون لخطاباته ويصفقون لممارساته مستفيدين من استيلائه على البلاد والعباد وهم في أسوأ الأحوال لا يعترضون، بل حتى لا يجرؤون.

واعتبرت “الجبهة المسيحية” أن الجفاء الذي يعلنه اللبنانيون جهاراً تجاه الحزب هو نتيجة حتمية لممارساته الإستعلائية والإستكبارية عبر سنين طويلة حافلة بالسطو على مقدّرات الدولة والشعب بجميع أطيافه. ومن هذا المنطلق، فليتحمل وحده مسؤولية خصومته مع باقي اللبنانيين الذين ذاقوا الأمرّين من تصرفاته وليتحمل مسؤولية الهاربين مِن الجنوب جرّاء القصف الإسرائيلي، والأجدى بهم أن يتوجَّهوا إلى منازل نوّابهم لمطالبتهم بواجباتهم تجاههم، والضغط لتسليم أسلحة ميليشيا “حزب الله” للجيش اللبناني بهدف منع تكرار مشهد النزوح والدمار الحاصل لمقاومةٍ واهية لا طائلَ منها”.

وتساءلت الجبهة: “كيف للمسيحيّين والسنّة والدروز بأن يتعاطفوا مع بندقيةٍ احتضنوها ولكن سرعان ما انقلبت عليهم واجتاحت مناطقهم وقتلت أبناءهم واستباحت حقوقهم وأملاكهم الخاصة والوقفية؟

أوليست هي البندقية التي قمعت اللبنانيين بدعم ومؤازرة جيش الإحتلال السوري؟

أوليست هي البندقية التي هجّرت أبناء الجنوب المهمّشين من دولتهم ٢٥ عاماً وحلّت مكانها عام ٢٠٠٠، ومنعت الجيش اللبناني من استلام المناطق الحدودية؟

أوليست هي البندقية الإيرانية الصنع والأهداف التي أمعنت في كسر هيبة الدولة ونحر سيادتها والإستيلاء على مقدّراتها والتهرب من ضرائبها؟

أوليست هي التي اغتالت رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز وغيرهم من الشهداء الأحرار أصحاب الرأي والكلمة الحرة؟. وعلى الرغم من ذلك إحتضنها اللبنانيون في حرب عام 2006 واستقبلوا النازحين من أبنائها فكان جزاؤهم فتح وغزو مدينة بيروت والإستيلاء عليها وقصف الجبل وأهله بالبارود والنار؟”

نستذكر الكثير الكثير من الويلات التي جلبها “حزب الله” لهذا الوطن من غزوات وسط بيروت والإعتداء على المتظاهرين، إلى غزوة عين الرمانة، إلى احتلال أملاك خاصة وأملاك أوقاف الطوائف ومصادرة مشاعات الدولة والقرى، ومصادرة الحق الحصريّ للدولة في إعلان الحرب والسلم، وتحويل لبنان الى بؤرة لصناعة وتصدير المخدرات والإرهاب، حيث أوصَلَ لبنان واللبنانيّين إلى أسفل درْك في جهنّم.

فكيف يتوقع “حزب الله” من المسيحيين أو السنّة أو الدروز، وبسببِ حربٍ لا يريدونها ولا علاقة لهم بها أو بأضعف الإيمان لم يُستشاروا ولم يُسألوا بشأن اندلاعها، أن يحتضنوا النازحين من بيئته دون خوفٍ أو حساب لكل ما قد ينتج عن ذلك من قلة وفاء وخيانة وطعنٍ في الظهر خدمةً لأجندات إيران وحدها دون أي اعتبار لمصالح لبنان واللبنانيين؟

من هنا، شددت “الجبهة المسيحية” على أن موقفها ليس على سبيل التخلي عن المسؤوليات الوطنية إنما هو تحذير من التحرشات الميدانية المتوقعة في حال الإنجرار إلى حربٍ موسّعة لا يريدها اللبنانيون، والتي قد تؤدي أيضاً إلى حربٍ أهلية لا قدّر الله، والدلائل على هذا الرفض كثيرة وتزداد يوماً بعد يوم، وعلى “حزب الله” و”حركة أمل” وحلفائهم التنبّه لها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر رفضُ شعبي واسع للقيام بتأجير بيوت للنازحين في الشوف والجبل والمتن وكسروان وجبيل والبترون وزحلة وزغرتا والأرز وطرابلس وعكار وصيدا. هذا بالإضافة الى ارتفاعٍ حاد في أسعار الإيجارات حيث وصل إلى أضعافٍ مضاعفة، ناهيك عن تداول التهديدات بالحرق والهدم والإعتداء على المؤجّر عبر وسائل التواصل الإجتماعي وفي مجموعات الواتساب. وكل ذلك يحصل رغم دعوات التطمين من الوصوليّين المسيحيّين والسنّة والدروز، إذ أن الحقيقة على أرض الواقع في مكانٍ آخر.

وخاطبت الجبهة اللبنانيين قائلةً: إعتبروا وفكروا جيداً، ولا تنسوا أن هذا ما جنت به على نفسها براقش.

ودعت المجتمع الدولي للتنبه لما يحصل من خروقاتٍ متزايدة في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٧٠١. وأكدت ان الحل المؤكد والمستدام هو تطبيق القرار المذكور تحت البند السابع بانتظار تبلوُر خطة سلام دائم وشامل.