كتبت لورا يمين في “المركزية”:
مرة جديدة، نفت إيران الاحد أي علاقة لها بعملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها كتائب “عز الدين القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، وذلك بعد 22 يوماً على العملية التي لم تتوقف فيها “القسام” من اطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات والمدن المحتلة. ووصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المزاعم بأن طهران على صلة مباشرة بهجوم “حماس” في 7 تشرين بأنها “بلا أساس”، مؤكداً أن الهجوم كان قراراً اتخذه الفلسطينيون وحدهم. وقال أمير عبد اللهيان في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن): “دائما ما ندعم فلسطين سياسياً وإعلامياً ودولياً. ولم ننكر ذلك أبداً”، مضيفاً “هذه هي الحقيقة، لكن في ما يتعلق بهذه العملية التي تسمى طوفان الأقصى، لم يكن هناك أي صلة بتلك المعطيات بين إيران وعملية حماس هذه، لا حكومتي ولا أي جهة من بلدي”. وقال وزير خارجية إيران إن طهران “لا تريد اتساع رقعة الحرب” .
بدوره، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حديث تلفزيوني أن بلاده تؤيد وقف إطلاق النار، إلا أن الولايات المتحدة ومعها دول الغرب تعرقل الوصول إلى وقفه وإدخال المساعدات.
في الموازاة، الولايات المتحدة بدورها، تؤكد انها لا تريد توسيع الحرب في الشرق الاوسط. فرغم استهداف مراكز عسكرية تابعة لها في العراق وسوريا.. مِن قبل فصائل مؤيدة لايران، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) باتريك رايدر، في تصريح لشبكة “MSNBC”، أنّ “الضربات التي نفذناها في سوريا كانت للدفاع عن النفس وكانت دقيقة للغاية”. ولفت إلى “أننا لا نريد دخول صراع مع إيران ونأمل أن توقف الهجمات على قواتنا في العراق وسوريا”، موضحًا أنّ “تركيزنا ينصب على ضمان ألّا يتحول الوضع بين إسرائيل وحماس لصراع إقليمي أوسع”. من جانبه، ذكر منسّق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، في تصريحات في نفس الصدد، أنّ “قواتنا ومنشآتنا في سوريا تعرّضت لهجمات صاروخية من جماعات مدعومة من إيران، ونفذنا ضربات دفاعا عن النفس”.
كل هذه المواقف، إن دلت على شيء، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فعلى ان طهران وواشنطن، لا تزالان على التموضع الذي اتخذتاها منذ اللحظة الاولى لانطلاق “طوفان الاقصى”: هما لا تريدان اشعال المنطقة بالحرب ولا ترغبان بأن تكبر رقعة المواجهات التي تدور اليوم في الاراضي المحتلة، لتلهب المنطقة وتتحوّل الى حرب بين ايران وأذرعها من جهة وتل ابيب وواشنطن من جهة ثانية. وهما تفضّلان حصر الحرب بغزة وبحماس والجيش الاسرائيلي فقط، وإن دارت بعض المناوشات في نقاط اخرى في المنطقة.
فهل يعني ذلك، ان الاخيرة، ولبنان ضمنا، سيبقيان بمنأى عن لهيب الحرب حتى اشعار آخر؟