يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة جواً وبراً وبحرًا، مع تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتناياهو “بالقضاء على حماس”، لكن تعد التوغلات البرية داخل القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس هي الأخطر، كونها ستكبد الجانبين خسائر.
وبحسب شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن الجيش الإسرائيلي ينشر تحديثات منتظمة عبر الإنترنت، بما في ذلك لقطات للقتال، لافتة إلى أنه بعد انقطاع الاتصالات والإنترنت في غزة بسبب القصف المستمر، أصبح “من الصعب فهم مدى وتأثير العملية الإسرائيلية بشكل مستقل”.
وأشارت الشبكة البريطانية إلى أنه “من خلال الجمع بين صور الأقمار الاصطناعية واللقطات من داخل غزة، وتحديد مواقع مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الإسرائيلي، يمكن تحديد بعض المناطق التي وصل إليها الجيش منذ الخميس الماضي”.
وأظهرت لقطات بتاريخ 30 تشرين الاول، دبابة تطلق النار على سيارة على طول أحد طرق النزوح الرئيسية خارج مدينة غزة، على بعد حوالي 4.5 كيلومتر من وسط غزة – مما يوضح المدى الذي قد تصل إليه العملية.
وتمكن معدو التقرير من تحديد أماكن 5 مواقع للجيش الإسرائيلي في شمال غزة، بناءً على اللقطات والصور التي نشرها الجيش منذ الخميس الماضي، وحتى صباح 31 تشرين الاول.
وأكد الجيش الإسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن دباباته “دخلت شمالي غزة”، كجزء من رده على هجمات حركة حماس غير المسبوقة في 7 تشرين الاول.
وفي حين أن الجيش الإسرائيلي نشر بشكل متكرر لقطات لعملياته البرية، فإنه نادرا ما يقدم تفاصيل عن مكان حدوثها بالضبط.
ويتطابق مقطعان مصوران نشرهما الجيش الإسرائيلي في 28 تشرين الاول، مع صور الأقمار الاصطناعية لنفس المنطقة، التي تكشف عن مسارات متعددة للمركبات المدرعة، وهي تعبر الجدار الحدودي بين إسرائيل والقطاع.
ولا يمكن رؤية آثار المركبات على الحدود فحسب، بل يمكن رؤيتها أيضًا عبر الحقول والمناطق الرملية على الساحل الغربي.
ويُظهر مقطع فيديو آخر للجيش الإسرائيلي تم نشره في 28 تشرين الاول، منظرًا طبيعيًا رمليًا مع وجود كتلة كبيرة من الماء في الخلفية أي البحر الأبيض المتوسط.
وتم نشر أحدث مقطع فيديو للجيش الإسرائيلي تم التحقق منه في 31 تشرين التول، يظهر جنودًا داخل بيت حانون. وتظهر اللقطات عددا عناصر القوات البرية الإسرائيلية وهم يطلقون النار على أهداف، بينما تمر الجرارات والدبابات أمام الكاميرا.
وتم تحديد الموقع في هذا الفيديو من خلال مطابقة مئذنة مسجد متضرر وعمود الكهرباء خلفه مع صور الأقمار الاصطناعية القديمة.
وقال ضابط المخابرات العسكرية والأمنية البريطاني السابق، فيليب إنغرام، إنه “من المحتمل أن أنفاق حماس لا تقترب من المياه، وبالتالي يوفر البحر جانب حماية للقوات البرية الإسرائيلية، مما يساعدها على التقدم في ذلك الاتجاه”، لافتا إلى أن أهداف القوات الإسرائيلية “ستكون في حدود تكتيكية”.
وفي حين تقع مواقع الجيش الإسرائيلي التي حددها تقرير “سكاي نيوز” في شمال غزة، فإن بعض اللقطات جنوبي مدينة غزة تشير إلى المدى الذي قد تكون القوات الإسرائيلية قد وصلت إليه.
ويظهر مقطع فيديو تم تصويره في 30 تشرين الاول، من قبل الصحفي المقيم في غزة، يوسف بسام، اللحظة التي فتحت فيها دبابة النار على سيارة شوهدت وهي تسير في جزء هادئ من طريق صلاح الدين، وهو الطريق السريع الرئيسي في غزة.
وقال إنغرام إن الجهة التي أطلقت النار في الفيديو “تبدو وكأنها دبابة إسرائيلية”.
وجرى تصوير اللقطات بالقرب من مفترق نتساريم على بعد حوالي 4.5 كيلومتر من وسط غزة، وتم تحديد موقعها بالقرب من المعالم الرئيسية، بما في ذلك خط من الأشجار ومسار خرساني في وسط الطريق والمباني المحيطة.
وشوهد وميض من ألسنة اللهب يخرج من دبابة وهي تفتح النار قبل أن تختفي السيارة وسط سحابة ضخمة من الدخان.
وقال الصحفي في غزة، سامي زيارة، إنه شاهد دبابات وجرافات إسرائيلية عند تقاطع نتساريم، حيث تم تصوير الفيديو.
وقالت مصادر فلسطينية لشبكة “سكاي نيوز”، إن القطاع المحاصر “تم تقسيمه”، مشيرة إلى أنه “لم يعد بإمكان الناس السفر من الشمال إلى الجنوب، حيث من المفترض أن تتوفر أماكن آمنة للمدنيين”.