كتب ميشال طوق:
تكثر التكهنات عن المدى الذي ستذهب إليه إسرائيل في حربها المعلنة على حماس بعد الضربة الموجعة التي نفذتها الأخيرة على المستوطنات الإسرائيلية.
مع أن المسار معروف منذ البداية، إلا أن مَن شاهد فيديوهات عملية طوفان الأقصى التي نشرها الإسرائيليون والتي بينت مدى قساوة ما حصل والعدد الكبير جداً من الضحايا، يُدرك يقيناً أن عملية القضاء على حماس ستذهب الى خواتيمها التي لن تكون أقل من شل قدرة أي منظمة على القيام بأي عمليات مشابهة في المستقبل القريب والبعيد وربما الأبعد من البعيد.
فهل تكون هذه الإستراتيجية خاصة بغزة وحماس فقط، أم بكل مَن سيشكل خطراً على مستقبلها ووجودها ككيان يهودي وحيد في العالم؟؟
وأبعد من ذلك، هل ستُبقي إسرائيل على بؤر خطيرة تهدد مشاريعها المستقبلية المتمثل أهمها في القناة الموازية لقناة السويس ومنصات البترول والغاز في مياهها ومينا حيفا الجديد؟
فهل كانت تدري حماس بالعواقب الوخيمة التي ستنتج عن هجومها على المستوطنات والمدنيين؟
هل حقاً تمّ خداعها والنكث بالوعود بفتح كل الجبهات مع الإسرائيلي وتشيت قواته وإحتلال قسم كبير من الأراضي والمستوطنات؟
أم أنها كحليفها ستخرج علينا يوماً لتقول، لو كنت أعلم؟!
أما عن الحليف ومن خلفه ولي أمرهم جميعاً نظام الملالي في إيران، الذين طبلوا رؤوسنا منذ عشرات السنين بوحدة الساحات وتحرير القدس وتدمير إسرائيل، في عراضات مسرحية لا تنتهي، أين هم اليوم من ذراعهم في غزة التي تتعرض لحرب إبادة من الجو والبحر والبر؟
لماذا لم يستغلوا فرصة هجوم حماس ويشنوا بدورهم هجومات من كافة المحاور الأخرى المسيطرين عليها؟
ألم تكن هذه العملية الفرصة السانحة وربما الوحيدة، ليحقق محور الممانعة أهدافه المعلنة والمعلوكة على مدى 40 سنة من الخطابات والإحتفالات والتدريب والمناورات… لتدمير إسرائيل وتحرير فلسطين؟
اليوم دقّت ساعة الحقيقة بين خيارين لا ثالث لهما وغير ذلك لن ينفع أي كلام، إما زحفاً زحفاً نحو القدس مهما كانت النتائج حفاظاً على الصدقية ولكل الوعود ولما تبقى من ماء الوجه، وإما خسارة قضية محور الممانعة بأكملها، خصوصاً أن التحضير بدأ في الكواليس الأممية لمفاوضات سلام تكون نتيجتها إنشاء دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، وبالتالي سيتحتم على هذا المحور، بعيداً كل البعد عن القضية الفلسطينية التي ستصل الى خواتيمها المرجوة، إستنباط قضية جديدة مع شعارات وعنتريات ومراجل متناسقة معها، ويخرج بها الى مناصريه وبيئته الحاضنة، ليستقطب عطفها ودعمها الأعمى من جديد، قضية لا تكون أقل من استهداف السعودية وادعاء تحرير مكّة المكرمة من حلفاء الشيطان الأكبر.
فالكلام عن القضية الفلسطينية بعد كل ما يحصل وسيحصل، سيكون معيباً ومخزياً ومدعاةً للسخرية.