كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في خطوة على حجم التحديات التي تتهدد لبنان وأمنه في هذا الظرف، تقدم تكتل الجمهورية القوية باقتراح قانون للتمديد لرتبة عماد. وفي المناسبة، أكد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب الثلثاء ان “المصلحة الوطنية تقتضي التصرف بشكل استثنائي، لذا تقدم تكتل “الجمهورية القوية” باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش لأن أي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد أمن لبنان القومي”. اضاف “اقتراحنا مساره الهيئة العامة مباشرةً في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا”. وتابع “نتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح”.
وفي وقت كان رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط كشف ان حزب الله لا يريد التمديد للقائد عون مسايرة لحليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بدا مفاجئا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، “صديق” جنبلاط والذي تربطه علاقة جيدة بالجنرال عون، لم يتلقف المبادرة القواتية حيث نقلت اوساطه عنه قوله انه “لا يمشي a la carte وانه يتساءل لماذا استفاقت القوات الان على التشريع بعدما رفضته سابقا “؟ مستبعدا ان يمر هذا المشروع.
واذ رد عضو الجمهورية القوية جورج عقيص على بري قائلا “يسمحلنا نحدد خياراتنا السياسية”، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، إن موقف بري هذا يبدو الى حد كبير مبنيا على “النكايات السياسية” في ظرف لا يحتمل هذه المناكفات. فـ”الاستيذ” على ما يبدو، يريد تسجيل النقاط او “التمريك” على الجمهورية القوية، سائلة: هل الوضع في البلاد التي تقف على شفير حرب، مناسب لتصفية الحسابات؟
انطلاقا من هنا، تعتبر المصادر ان بري يختبئ خلف مسألة ان “التشريع لا يمكن ان يكون على القطعة”، كي يرفض التمديد لقائد الجيش. وعلى الارجح، هو قرر، مرة جديدة، ان يقف في الصف عينه مع حزب الله، في رفض إبقاء العماد عون في رئاسة المؤسسة العسكرية، او ان سلبيته هذه هدفُها غسل يديه من اي تمديد لعون ليقول إنه لم يصدر عنه.
غير انها لا تستبعد ان يتبدل هذا الاصطفاف مع اقتراب ولاية عون من نهايتها، خاصة اذا لم يتم التوصل الى اي مخرج للفراغ ليس فقط في قيادة الجيش بل ايضا في منصب رئاسة الاركان الشاغر اليوم. وحتى لو تم ملؤه، تتابع المصادر، فإن جنبلاط غير متحمس لأن يتولى “درزي” قيادة الجيش في هذه المرحلة.
وتتوقع في السياق، ان يكون لجنبلاط الدور الاساسي في هذا الاستحقاق حيث ان قلقه من التطورات الاقليمية وتداعياتها على لبنان، سيدفعه الى التدخل بقوة لدى مَن يعرقلون الحلول، ومنهم بري، لتليين مواقفهم.