كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
شدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق على أن “مسؤوليتنا الوطنية والشرعية والإنسانية تلزمنا كمقاومة أن نكمل المعركة ضد العدو الإسرائيلي لاستنزافه وإضعافه وهزيمته، لأن المعركة اليوم هي معركة واحدة، ومصير لبنان والمنطقة يتوقف على نتائج الحرب في غزة”. وأكد أن” كل حاملات الطائرات والأساطيل والمدمرات لم ولن تؤثر على قرار المقاومة في العمليات ضد العدو الإسرائيلي، ووعدنا لشعبنا في فلسطين أن عمليات المقاومة في الجنوب ستستمر وتتواصل وتكثر كمّاً ونوعاً، ولن نبدل تبديلا”. وجدد تأكيده أن “معادلة المقاومة في حماية المدنيين راسخة وثابتة، والمقاومة لا تتردد ولا تتأخر في الرد على أي عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين في لبنان”.
يحمل كلام الشيخ قاووق وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، مؤشرات الى ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته بعد ظهر اليوم، خاصة لناحية عدم تأثر المقاومة بالحشود العسكرية الاميركية ولجهة مضي حزب الله قدما في عملياته من الجنوب وإن من دون الوصول الى اعلان الانخراط في الحرب المفتوحة.
غير ان الاهم، بحسب المصادر، هو ان الحزب بدأ يعد العدة لاستثمار تطورات الحدود وغزة، في السياسة الداخلية. فقاووق شدد على دور “المقاومة” في حماية المدنيين واعلن ايضا ان ما يحصل على الحدود وفي الجنوب سيحدد مصير لبنان والمنطقة.
وليس هذا الكلام الا مقدمة، للعناوين التي ستطبع “خطاب” الحزب في المرحلة المقبلة، بعد سكوت المدافع.. فهو اولا، سيقول ان المقاومة باقية ومستمرة بسلاحها وعتادها وانها ضرورية لحماية لبنان، وان لولا الحزب وسلاحه لكان استباح الاسرائيلي لبنان واجتاحه ولكان المدنيون والصحافيون في لبنان، قُتلوا ولم يثأر لهم احد ولم يدافع عنهم احد.
لا تخلٍّ اذا عن ثلاثية الحزب الذهبية بل مزيدٌ من التمسك بها ومزيد من الخرق للـ1701 ومعهما مصادرة لقرار الحرب والسلم ولدور يفترض ان يقوم به الجيش اللبناني في حماية الحدود… وبالتالي مزيد من الشرخ المحلي مرتقب في قابل الايام، تتابع المصادر. اما حديث قاووق عن المعركة الجارية التي ستحدد مصير المنطقة ولبنان ضمنا، فيدل على ان الحزب، بعد طوفان الاقصى، خاصة اذا لم ينته العدوان الاسرائيلي على غزة بالقضاء على “حماس” – وهو الامر المرجح بحسب كل المعطيات- سيعلن انتصار محور الممانعة وهو (اي الحزب) مِن أبرز اركانه – بغض النظر عن مساهمته في هذا الانتصار – وبالتالي لن يرضى الا بتسييل هذا المعطى في الحسابات اللبنانية، أكان على صعيد الاستحقاقات المحلية المعلقة او على ضفة التوازنات التي تحكم المشهد السياسي اللبناني منذ إقرار اتفاق الطائف، تختم المصادر.