التأمت هيئة المجلس العدلي ظهر اليوم الجمعة، في قصر العدل في بيروت، برئاسة الرئيس الأول القاضي سهيل عبود وعضوية القضاة المستشارين: جمال الحجار، عفيف حكيم، جان- مارك عويس ومايا ماجد، في حضور ممثلة النيابة العامة التمييزية لدى المجلس القاضية ميرنا كلاس، وذلك لمتابعة الجلسة الناظرة في ملف التفجير الإرهابي المزدوج في مقهى” أبو عمران” في جبل محسن.
ومثُل في الجلسة المتهمون الموقوفون: قاسم يوسف تلجي (وكيلته المحامية عبير سعارتي)، إيلي طوني الوراق الملقب بـ”أبو علي” وكيله المحامي سامر العنزاوي (بوكالته عن المحامية كلودين الراسي)، مهند علي عبد القادر الملقب بـ”أبو البراء (وكيله المحامي محمد الصبلوح)، وجاسم محمد سعد الدين (وكيله المحامي عبد الرحمن حسون)، مخفورين من دون قيد.
وحضرَ المتهمون المُخلى سبيلهم محمد عبد الحليم السيور (وكيلته المحامية نسرين بو شاهين بوكالتها عن المحامي الياس سلامة بموجب سند توكيل من المحامي ملحم خلف)، محمد نهاد كراجي (وكيله المحامي ميلاد تابت بموجب تكليف صادر عن نقيب المحامين)، محمد خليل المنفخ الملقب بـ”أبو ابراهيم” (وكيله المحامي محمد صبلوح)، والأظناء طه الحسيني (وكيله المحامي محمود حمزة) ومحمود خالد السالم (وكيلته المحامية هلا حمزة) ولم يحضر كل من: شادي مجدي المولوي، خالد سمير سمير، خضر محمد العمر، حمزة جاسم الخالد، جمال حسين زينيية، محمد يحيى السلوم، علي يحيى السلوم، جوهر عبد اللطيف مرجان، جاسم أسعد العلي، وقد سبق أن حُكموا أصولاً، فيما حضر كل من: طه حسين الحسين، محمد خالد السالم، ولم يحضر سعيد أنس الملوحي بسبب عدم تجديد أوراقه الثبوتية فتقرر محاكمته أصولا. كما حضر خضر خالد السيّور ومصطفى خالد السيّور بصفتهما شاهدين.
وخصصت الجلسة لاستجواب الموقوفين الأربعة والشاهدين اللذين أُخرجا من قاعة المحكمة مع الشروع باستجواب إيلي الوراق الذي نفى معرفته بالمتهم المخلى سبيله محمد السيّور أو بانتمائه الى جماعة أسامة منصور أو أي مجموعة إرهابية أخرى، وأنه كان موجودا في الشقة التي يملكها محمد السيور الذي لم يكن على علم بوجوده فيها، وهو أي السيور دخل مع أشقائه ولم يتبادل الحديث معه، وهو لم يكن يعرف المتهم تلجي وقد تعرف اليه خلال وجوده في السجن، مضيفا أن السيور وإخوته أمضوا ليلتهم في الشقة، وأنه لم يكن على علم بوجود حزام ناسف أحضره خضر العمر وقد غادر الشقة في اليوم التالي بعد أن غادرها من كان يقطن فيها، وأن الحزام الناسف تُرك داخل كيس في الشقة.
وأجريت مقابلة بين الوراق والسيور أمام هيئة المحكمة، فأفاد الأخير بأنه عندما حضر الى الشقة مع أشقائه تفاجأ بوجود خضر العمر وقاسم تلجي وإيلي الوراق الذين كانوا يتبادلون الحديث عن لعبة كرة القدم، وأنه لم يشاهد أي حزام ناسف، أما الوراق فقال إنه دخل مرة واحدة فقط الى الشقة العائدة للسيور تقريبا في فترة الظهر حيث أوصلني خضر برفقة يحيى السلوم الذي كان بحوزته مفتاح البيت. وبقيت فيه مع يحيى في حين غادر خضر المنزل وحضر السيور اليه ليلا منفردا ثم لحقه شخص آخر. وقال الوراق إنه لم يتبادل الحديث مع السيور وأنه كان يملك حزاما ناسفا وهو لم يقم بتصوير نفسه مع الحزام الذي تركه في الشقة المشار إليها داخل كيس مقفل في الغرفة التي أمضى فيها ليلته قبل أن يغادر صباح اليوم التالي، مشيراً الى أنه تعرض لضغوط كثيرة عندما كان داخل مخيم عين الحلوة لتسليم نفسه الى مخابرات الجيش وهو ما فعله في اليوم نفسه وأنه عدل قبل ذلك عن عملية التفجير الإرهابية، وتُليت عليه إفادته فأيدها.
بعدها باشرت الهيئة باستجواب المتهم قاسم تلجي الذي أشار الى أنه كان حضر الى شقة السيور حيث كان خضر العمر والسيور وأشقائه مدة ساعة تقريبا ولم يشاهد أثناءها إيلي الوراق وأن الأحاديث بين الموجودين كانت عادية وتمحورت حول لعبة كرة القدم، وأنه لم يشاهد أي حزام ناسف في الشقة مؤكداً أن السيور لا ينتمي الى جماعة أسامة منصور وليس لديه اهتماما سياسية ولا ينتمي لأي مجموعة إرهابية، وأنه لم يكن على علم بالتحضير لأي عملية ارهابية، وهو صديق خضر الذي حصل خلاف بينه وبين والده فترك المنزل وطلب من السيور أن يستقبله في منزله وهو ما حصل من دون أي أجر أو مقابل، وأنه لم يعد يذكر حصول أي خلاف بين خضر وأشقاء السيور، فتُليت عليه إفادته وفأيدها.
المستجوَب الثالث كان المتهم جاسم محمد سعيد شقيق عاطف الذي ينتمي الى مجموعة أسامة منصور، وهو قام بتأمين فرصة عمل لمحمد السلوم بناء على طلب محمود السلوم في الجمعية التي يعمل فيها وهو ما حصل، جازما أن شقيقه لم يشارك في تفجير جبل محسن ولا يعلم شيئاً عن الموضوع أو عن التحضير للعملية الانتحارية، كما أنه لا يعرف خضر العمر أو أي صيغة إجرامية عنه، وتُليت عليه إفادته فأيدها.
ثم شرعت الهيئة باستجواب المتهم طه الحسين الذي نفى أقواله الواردة في التحقيقات الأولية حول معرفته بمحمد السلوم وأنه خلال وجوده في السجن تعرف الى شخص يُدعى “عبودي” الحمصي وقد تبين لاحقا أنه أبو يحيى، مشيرا الى أنه يعرف جاسم لكنه لا يعلم شيئاً عن انتماء العمر الى أي مجموعة إرهابية، فتُليت عليه إفادته وأيدها.
بعد ذلك، استدعي الشاهد خالد عبد الرحيم السيور الذي أفاد بأنه دخل الى الشقة المستأجرة قبل ثلاثة أيام من وقوع التفجير وأن شقيقه محمد كان لديه مفتاح الشقة، وقد فوجئ مع أشقائه بوجود خضر العمر وقاسم تلجي وشخص ثالث داخلها، مشيرا الى أن لا علم لشقيقه بانتماء خضر الى أي تنظيم مسلح، وأنه دخل الى الشقة مع حلول الظلام برفقة أشقائه محمد وهيثم ومصطفى وأنه لم يشاهد أي حزام ناسف وأن الشخص الثالث الذي كان مع العمر وتلجي هو الوراق، وأنه لم يحصل أي خلاف أو تلاسن مع خضر، وأنه خلد الى النوم حوالى 9,30، وعندما استفاقوا صباحا كانت الشقة خالية من الأشخاص الثلاثة، وأنه سأل أخاه محمد حول وجود هؤلاء الأشخاص في شقته فأجابه بأن العمر كان سيحضر زوجته الى الشقة وهو ما لم يحدث، وقد تُليت عليه إفادته فأيدها.
أما الاستجواب الأخير فكان للشاهد مصطفى السيور الذي أشار الى أنه قصد شقة أخيه مع خالد وهيثم وكان وقتها في عمر الخمسة عشر عاما، وأنه دخل إليها مساءً بواسطة مفتاح حيث وجد ثلاثة أشخاص عرف من بينهم قاسم تلجي، وأنهم تفاجأوا حينها بوجودهم وهم دخلوا الى غرفتهم حيث أمضوا ليلتهم وأنهم لم يتحدثوا مع الأشخاص الموجودين داخل الشقة، وأنهم لصغر سنهم لم يسألوا شقيقهم محمد عن سبب وجود هؤلاء الأشخاص داخل الشقة، كما أنه لم يسمع أي تلاسن أو خلاف بين الموجودين في الشقة، فتُليت عليه إفادته وأيدها.
وبناءً على كل ما تقدم، قرّرت هيئة المحكمة إرجاء الدعوة لجلسة المرافعة الى نهار الجمعة في 22/12/2023 عند التاسعة صباحاً.